خلال الأعوام الأربعة الماضية، جرى تقديم نص "دوار بحر" للكاتب المصري محمد علي إبراهيم أكثر من مرة على خشبة المسرح بتوقيع مخرجين مثل أيمن موافي وخالد عطا الله، حيث تجتذبهم فكرته الأساسية المتمحورة حول مفهوم السلطة المطلقة وتمثلاتها.
أحداث العمل، التي تدور في إحدى قرى الصعيد، يعيد تقديمها المخرج محمود الرفاعي في مسرحيته التي تُعرض في "قصر ثقافة نعمان عاشور" بمدينة ميت غمر (90 كلم شمال القاهرة) عند التاسعة من مساء اليوم الأحد، بعد عرضها في الموعد نفسه أمس وأول أمس.
يتناول العمل قصة كبير بلدة كفر النصارى واسمه بحر، والذي يحكم أهل بلدته بالحديد والنار، حيث يخشى جورَه وظلمه جميعُ الناس، كما لا تنطفئ نيران ثأره ورغبته في الانتقام من خصومه الذين ورث عداءهم من والده الذي قتلته الأفاعي السامّة حين نام ذات يوم، ولذلك يواصل بحر استقياظه حتى لا يلقى نفس مصير أبيه.
هنا تكمن رمزية العمل في كون الطاغية لا تأتيه السكينة بسبب جرائمه ونهبه للحقوق، ما يضاعف قلقه واضطرابه اللذين يحرمانه من النوم، كما تضيء الأحداث الارتباط القوي بين السلطة والمؤسسة الدينية متمثّلة في دير البلدة.
يعتمد الرفاعي على الغناء والموسيقى في اللوحات الاستعراضية التي تحتويها المسرحية، حيث تلخّص كل لوحة منها جملة من المشاهد، وتبعث رسائلها إلى الجمهور التي تتضمّن الحكمة والعبرة من سير الأحداث.
يشارك في التمثيل كل من محمود سويدان، وميار خالد، وروان طه، وأحمد محمد نصر، وصافيناز محمد، ومحمد عربية، ومحمود محمد، ومحمود عمار، وأحمد أشرف، وأميرة جمال، وخفة السيد، وأصالة الصباحي، وسلمى الصباحي، وأيمن أشرف، ومحمد صالح، ويمنى حجازي، وتسنيم محمد، ومصطفى الكداني، وأدهم علاء الدين، وعمر نصر، ومحمد عبد الجواد، ومارتينا رأفت، وأحمد يحيى، وطارق الشحات، وزياد شبانة، ومحمد غريب، وعبد الرحمن عبد الرازق، ومصطفى محمد، ومصطفى كامل، ورودينا أحمد.
وقام بتصميم الديكور شادي قطامش، وأُسند تصميم الأزياء والمكياج إلى رودينا أحمد، والإضاءة إلى محمد الرزاز، واللوحات الاستعراضية إلى صافيناز محمد، والتأليف الموسيقي إلى أحمد زلطة، إلى جانب المخرجيْن المساعدين دينا عتاب ومحمود سويدان، والمخرج المنفذ أيمن عادل.