على مدار أربع سنوات، توقّف "معرض أربيل الدولي للكتاب" بسبب جائحة كورونا بينما تأجّل في العام الماضي بسبب تزامنه مع شهر رمضان، بحسب بيانات "مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون"؛ الجهة المنظّمة، ليعود في دورته الخامسة عشرة التي تنطلق الأربعاء المقبل وتتواصل حتى الثامن عشر من الشهر الجاري.
توقّفٌ قد لا تبدو أسبابه مقنعة حيث أطلق المنظّمون في سنة الجائحة تظاهرة جديدة بعنوان "معرض العراق الدولي للكتاب" انتظم انعقاها خلال الأعوام الثلاثة الماضية، احتفت بعدد من الكتّاب العراقيين هم: مظفر النواب وغائب طعمة فرمان ومحمد خضيّر وهادي العلوي.
كما أنشأت "مؤسسة المدى" معرضاً آخر في مدينة البصرة (جنوب بغداد) عام 2021، لتقرّر تنظيم دورة جديدة من "معرض أربيل"، لتستقرّ مواعيد المعارض الثلاثة التي واجهت بدرجات متباينة اعتراضات على تنظيمها من بعض الناشرين العراقيين والعرب، لخلافاتهم مع توجّهات المنظّمين.
تنطلق الدورة الحالية تحت شعار "حاضر وحضارة" على "أرض بارك سامي عبد الرحمن" في مدينة أربيل (320 كلم شمال العاصمة العراقية)، بمشاركة حوالي ثلاثمئة وخمسين دار نشر من العراق وخارجه، تعرض نحو مليون ونصف عنوان، في شتى مجالات العلوم والآداب والفكر والفنون.
تنطلق الدورة الحالية تحت شعار "حاضر وحضارة" بمشاركة ثلاثمئة وخمسين دار نشر
ويمتدّ المعرض على مساحة 10 آلاف متر مربع، وتبرز في هذا العام المشكلة التي واجهتها دور النشر في معرض العراق الدولي للكتاب - والذي تنظّمه ذات المؤسسة أيضاً، ويُقام في العاصمة بغداد - حيث تواجه غلاءً في أسعار حجوزات الأجنحة داخل صالات العرض، إذ تبلغ تكلفة المتر الواحد 100 دولار، فيما تشترط المؤسسة المُنظمّة على أن لا تقل المساحة المحجوزة لكل دار نشر أو مؤسسة مُشارِكة عن 12 متراً.
وعوضاً عن تخفيض الأسعار التي تواجه اعتراضاتٍ مُتكرِّرة من أصحاب المكتبات ودور النشر، يحاول القائمون على المعرض استنساخ فكرة "معرض العراق الدولي للكتاب"، من خلال إقامة أكشاكٍ خاصة بأصحاب المكتبات الناشئة أو الكُتبيين وباعة المخطوطات النادرة، ولمن يُشارك لأوّل مرةٍ أو لمن يرغب بمساحاتٍ أقل من المفروضة، حيثُ تُقام هذه الأشكاك خارج قاعات العرض الرئيسية.
المعرض الذي يقام في إقليم كردستان الذي يمنحه دستور البلاد الجديد صفة كيان اتحادي ضمن العراق، يشهد مشاركة واسعة للناشرين العرب في الإقليم الذي يتراجع فيه الاهتمام الرسمي باللغة العربية منذ عام 1991، لكنها عادت للانتشار في السنوات الأخيرة في واقع فرضه وجود أكثر من مليون نازح من العراق في إقليم لا يتجاوز سكّانه الأربعة ملايين نسمة.
ويتضمّن برنامج المعرض ثمانين ندوة وجلسة تناقش قضايا مثل: "تأريخ مدينة أربيل وواقع آثارها"، و"الحوار العربي - الكردي"، و"محنة العقل الإنساني"، و"الواقع الترجمي وحرية التعبير في العراق"، و"الفكر والمسرح في عصر الرقمنة وتأثيره في مجمل الحركة الثقافية"، كما تخصص جلسات أُخرى لمناسبات منها "يوم المرأة العالمي" ويوم الزيّ الكردي وغيرهما.
ويشارك في المعرض مجموعة من الفنانين التشكيليين الذي سيعرضون أعمالهم في قاعةٍ خاصةٍ، إلى جانب إقامة فعاليات الرسم الحر في قلعة أربيل التاريخية.
يُذكر أنَّ العراق يشهد إقامة العديد من المعارض الدوليّة والمحليّة خلال العام، حيث انتهت مؤخراً فعاليات "معرض كربلاء الدولي للكتاب" في محافظة كربلاء، أعقبتها الدورة الحالية لـ"معرض أربيل للكتاب"، ومن المُزمع أن تلي هذين المعرضين ثلاثة معارض دوليّة أُخرى.