"معرض مدريد للكتاب".. أشجار خضراء تنبت في صفحات بيضاء

13 يونيو 2023
"الحديقة الشتوية في قصر الشتاء في سان بطرسبرغ" لميخائيل أنتونوف، 1840، (Getty)
+ الخط -

اُختتم أول أمس الأحد "معرض مدريد للكتاب"، الذي بدأت فعالياته هذا العام في السادس والعشرين من أيار/ مايو الفائت، في منتزه "ريتيرو" التاريخي، الذي يُعتبَر رئة العاصمة الإسبانية. وكان المعرض الذي حمل شعار "نحن مع العلوم، نحن مع الآداب"، قد شهد إقبالاً جماهيرياً كبيراً، على الرغم من الأمطار الغزيرة التي كان لها الحضور الأكبر خلال فعاليات المعرض. 

حضر العلم بشكل بارز على برنامج المعرض، حيث شاركت أكثر من 118 مؤسّسةً علمية وثقافية من إسبانيا، والمكسيك، وبيرو، وتشيلي، وكولومبيا، وممثّلين عن الجامعات ومراكز الأبحاث الهيسبانية والأوروبية؛ إضافة إلى ما يقارب مئة باحث توزّعوا على دور النشر المتخصّصة في نشر الكتب العلمية من أجل توقيع كتبهم.

ومن ناحية أخرى، وفي هذه النسخة الثانية والثمانين من المعرض، كان للطبيعة أيضاً حضوراً بارزاً؛ ليسَ على مستوى أشجار الحور والتين والصنوبر، المحيطة بـ "منتزه الريتيرو"، أو وروده وأزهاره الملوّنة فحسب، بل على مستوى الكتب والمقالات والدراسات والروايات الموجودة في منافذ المبيع ودور النشر المشاركة في المعارض.

هكذا امتلأت الصفحات البيضاء بأوراق خضراء، وكانت الكتب التي تناولت موضوع البيئة، وضرورة التوعية إزاء المخاطر البيئة التي يعيشها عصرنا، حسب المعطيات التي أعلنت عنها إدارة المعرض، من بين الأكثر مبيعاً. ومن بين هذه الكتب، تأتي دراسة الكاتب والباحث المتخصص في شؤون البيئة، إغناسيو إبيلا، بعنوان "أشجار الدردار. ثقافة الشجرة المقدسة"، الصادر عن دار نشر "المزرعة"، في الصدارة. 

غلاف الكتاب
غلاف "أشجار الدردار. ثقافة الشجرة المقدسة"

يجمع الباحث في كتابة ذاكرة مئات من تلك الأشجار الوصية في جميع أنحاء شبه الجزيرة الأيبيرية، ويتناولها في أبعادها الجمالية والشعرية والبيئية والمناظر الطبيعية والتاريخية المتعددة، ولكن قبل كل شيء، يأخذها من حيث ارتباطها بمفهوم الهوية والإنسان والمحيط التي توجد فيه. 

"شعر الأشجار"، هو عنوان آخر من العناوين التي كان حاضرة وحظيت نصيبها من البيع. الكتاب عبارة عن مختارات شعرية لمجموعة من محبي الأشجار والشعر والطبيعة. يأخذنا الكتاب في رحلة حول العالم من أميركا اللاتينية إلى اليابان، حيث يمكننا تتبع طريق ضيق يضيع ويتلاشى في الغابة.

غلاف الكتاب
غلاف "شعر الأشجار"

في كتاب "حفنة تراب" الصادر عن دار نشر "تورنير"، يتساءل الأنثربولوجي والأستاذ في الفلسفة سانتياغو بيرويتي إذا كانت الحديقة قادرة على إنقاذ حياتنا؟ وإذا كان البستاني قادراً على إنقاذ الكوكب.   
لا شك أنَّ الأزمة البيئية التي تضعنا أمام معضلة كيفية العيش على الأرض تقتضي منا وعياً لمجابهة هذا الخطر، وقد يكون إصدار هذه الكتب المتعلقة بالبيئة خطوة هامة في إطار التحسيس إزاء المخاطر التي نعيشها بيئياً، وبالتالي الوعي إزاء ما يجب أن نقوم به من أجل حماية البيئة. 

المساهمون