نشرت وكالة الأنباء الرسمية التونسية "تونس أفريقيا للأنباء"، مؤخراً، تقريراً حول إمكانية غلق مكتبة عريقة في "نهج إنكلتر" وسط تونس العاصمة - المعروف ببيع الكتب القديمة - تضمّن تصريحات من صاحب المكتبة عن نيّته إغلاقها بسبب تراجع المبيعات بسبب جائحة كورونا، وبشكل عام بسبب تراجع المبيعات في السنوات الأخيرة، ولم يعد بالتالي قادراً على سداد أجور موظّفيه وديونه المتراكمة لدى صناديق الضمان الاجتماعي.
كان لهذا التقرير صدى واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انطلقت على إثره موجة من التضامن والبحث عن حلول جذرية لإنقاذ المكتبات، وخصوصاً العريقة منها، كحال هذه المكتبة التي يمتد عمرها إلى أكثر من سبعة عقود، وتضمّ بحسب بعض التقديرات 300 ألف كتاب.
على صفحته الفيسبوكية، كتب الشاعر التونسي يوسف خديم الله: "لو أن كل طالب وكل جامعي - غير أُمّي - من العاصمة لا غير، يدفع ديناراً تونسياً هزيلاً واحداً مما ينفقه على هاتفه الجوّال لأمكن إنقاذ هذا المعلم الثقافي الذي طالما تبجّحوا بزيارته".
وأشارت الكاتبة سوسن العوري إلى أن هذه المكتبة ليست مجرّد فضاء لبيع الكتب، حيث تختزن ذكريات كثيرة، تقول: "مكتبة كبرتُ وأنا أقرأ منها، أتزوّد من كتبها بمصروف الجيب وعلى قدر استطاعتي. أهرب لها في الأمسيات الممطرة".
وكتبت أستاذة الفلسفة أماني زميط: "خبر حزين و موجع... بلاد تركت مكتبة عريقة وبهذا الثراء تختنق مقابل أمور أخرى تافهة تتركها تزدهر". واقترحت زميط عرض عناوين المكتبة على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي كي يتمكّن الجميع من شرائها وبالتالي إنقاذ المكتبة من الإغلاق.
وكتب الناشط المدني، شكري البدوي، رئيس "جمعية مسرح المدينة"، أنه في حال اقتنى كل غيور على الثقافة كتاباً أو كتابين سيتمّ إنقاذ "هذه المكتبة العظيمة"، وفق تعبيره.
كما اقترح الطبيب التونسي المقيم في فرنسا صلاح الشهايبي إطلاق حملة لدعم صاحب المكتبة تحت عنوان "الشقاقة الإلكترونية" (الحصالة الإلكترونية) وهي عبارة عن حساب مفتوح لجمع التبرعات المالية لمساعدة مالك المكتبة على تسديد ديونه.