في عام 2003، انطلقت دورة أولى من "المهرجان الدولي للفنون التشكيلية" في مدينة المنستير (160 كلم جنوب تونس العاصمة) بحضور اقتصر على فنانين تونسيين وبعض الفنانين الصرب، واستمر توسيع دائرة المشاركين فيه كلّ عام لتشمل تجارب من مختلف أنحاء العالم.
محطّة ثانية في تاريخ التظاهرة أتت بعد نحو عقدين، مع تدشين "متحف محمّد محسن القطاري" الذي يُفترض أن يضمّ أكثر من ألفي عمل لفنانين من أكثر من ستين بلداً شاركوا خلال الدورات السابقة، إلّا أنّه لم يُفتتح أمام الزوّار حتى اليوم، بسبب خلافات مع وزارة البيئة التي لا تزال تدير مكاتب داخل المكان، بحسب تصريحات للمنظمين قبل أيام.
حتى مساء السبت المقبل، تتواصل فعاليات الدورة التاسعة عشر من المهرجان التي انطلقت الخميس الماضي، بمشاركة أربعة وسبعين فناناً تشكيلياً وتنظيم مشترك مع وزارة الثقافة التونسية وبلدية المدينة، حيث تتوزّع الفعاليات على عدّة فضاءات، حيث تنظّم ورشات ولقاءات في الساحة العامة، بالقرب من السور الاثري للمنستير والمنارة والسوق المركزية.
وافتتحت الدورة الحالية تحت شعار "المنستير ملتقى الألوان"، ويتضمّن برنامجها مجموعة من الورش تشكّل الفعاليات الرئيسة في كل سنة، حيث يتاح لجميع الزوّار المشاركة فيها، وتتنوّع بين الرسم والتصوير الفوتوغرافي والنحت، وأخرى متخصصة للأطفال.
ويحتضن المهرجان معرضاً للفنان التشكيلي التركي شمس الدين دقلي، انطلق في "رواق مارينا" بالمدينة مساء أول أمس ويتواصل حتى الختام، حيث يقام معرض جماعي للأعمال الفنية التي سينفّذها المشاركون خلال هذه الدورة.
من بين الفنانين المشاركين؛ كليمان سو من كوريا الجنوبية، وباري يو من سنغافورة، وجانيك إركسون ودانييل أوغر من كندا، وستيف أولدرشو من المملكة المتحدة، وأوليسا بوليفا من أوكرانيا، وسامسون مريسا من إثيوبيا، ولينا الأيوبي من البحرين، ونبيل علي وأسماء الدوري من العراق، وجمال طالبي من الجزائر، وعبد الله كنعان من الأردن، وعلي الزنايدي وكريم الظاهري ونجيب الركباني من تونس.
وتنظّم على هامش الفعاليات ورشة للرسم تحت الماء، إضافة إلى زيارات للمدينة العتيقة بالمنستير، وروضة آل بورقيبة، وموقع أودنة الأثري، ومتحف الحبيب بورقيبة في قصر المرمر، والمتحف الروماي في سوسة، وكذلك مدينة بنزرت.