استمع إلى الملخص
- "متحف محمد محسن القطاري للفنون الجميلة"، الذي افتتح في 2018 ليحتضن فعاليات المهرجان، لا يزال مغلقًا أمام الجمهور بسبب خلافات مع وزارة البيئة، على الرغم من احتوائه على نحو ألفي لوحة تشكيلية.
- تشمل فعاليات المهرجان ورشات تدريبية في الرسم، معرضًا فرديًا للتشكيلي التونسي نجيب الركباني، ومداخلات حول "العلاج بالفن"، ويختتم بمعرض جماعي يضم أعمال الفنانين المشاركين، مما يبرز أهمية المهرجان كمنصة للتبادل الثقافي والفني.
في الدورة العشرين من "المهرجان الدولي للفنون التشكيلية"، التي انطلقت السبت الماضي في مدينة المنستير شمال شرقي تونس وتستمرّ حتى الثلاثين من حزيران/ يونيو الجاري، يحضر نحو ستّين فنّاناً تشكيلياً من اثنين وعشرين بلداً عربياً وأجنبياً، يشاركون في تأثيث فعالياته التي تتوزّع بين المَعارض الفنّية والندوات والورشات التدريبية.
وهذا الرقم، وإن بدا كبيراً نسبيّاً، فإنّه يُشكّل تراجُعاً ملحوظاً في عدد المشاركين في المهرجان، الذي تُنظّمه "جمعيّة الفنون الجميلة" في المدينة بدعم من "المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية"، بالمقارنة مع الدورات السابقة التي وصل عدد المشاركين فيها إلى قرابة 180 فنّاناً.
ولا تنفصل هذه الجزئية عن الوضْع المادّي للمهرجان، ومن ورائه الجمعيّة التي تُنظّمه. وفي هذا السياق، قال المندوب الجهوي للشؤون الثقافية شكري التليلي، في تصريحات صحافية على هامش الافتتاح، إنّ من الضروري توفير تمويل مالي دائم للتظاهُرة، على غرار بقيّة المهرجانات الثقافية والفنّية الدولية في تونس.
لا يزال "متحف القطّاري" مغلقاً أمام الجمهور بعد ستّ سنوات من تدشينه
تأسّس "المهرجان الدولي للفنون التشكيلية" عام 2003؛ حيث شارك في دورته الأُولى فنّانون من تونس وصربيا، قبل أن تتوسّع المشاركات لتشمل فنّانين من مختلف بلدان العالَم. وفي 2018، شهدت التظاهُرة، بالتزامن مع تنظيم دورتها السادسة عشرة، محطّةً جديدة تمثّلت في افتتاح "متحف محمّد محسن القطّاري للفنون الجميلة"، الذي بات يحتضن فعاليات المهرجان منذ تلك السنة.
ضمّ المتحف، في البداية، ستّين لوحةً تشكيلية لفنّانين من تونس والعراق والمغرب وتركيا وروسيا وصربيا وأوكرانيا وكندا وأوزبكستان والهند، ثمّ وصل العددُ إلى قرابة ألفَي لوحة من مخزون "جمعية الفنون الجميلة"، هي نتاج الورشات التي نظّمها المهرجان منذ دورته الأُولى. وبينما جرى الحديث، حينها، عن افتتاح جزءٍ من المتحف أمام الجمهور ابتداءً من صيف تلك السنة، ظلّ مُغلقاً في وجه الزوّار إلى اليوم، بسبب خلافات مع وزارة البيئة التي يقول القائمون على الجمعيّة إنّها ترفض إخلاء مكاتب تابعة لها داخل المبنى، على الرغم من اتّفاق الطرفَين على ذلك منذ بضع سنوات.
وفي هذا السياق، قال شكري التليلي إنّ من الضروري وضع "متحف محمّد محسن القطاري" ضمن الخريطة السياحية باعتباره يضمّ ألفَي لوحة لفنّانين تشكيليّين من جُلّ دول العالم، ويستحقّ أن يُصبح وجهة للسُّيَّاح وكلّ زوّار مدينة المنستير، في إشارةٍ إلى أنّ افتتاحه أمام الزوّار من شأنه توفير دخل مالي يرفد المهرجان المتعثّر.
يتضمّن برنامج الدورة الجديدة عدداً من الورشات التدريبية في الرسم، ومعرضاً فردياً للتشكيلي التونسي نجيب الركباني، ومداخلات من بينها مداخلة حول "العلاج بالفنّ" يُقدّمها عبد الباسط التواتي رئيس "جمعية طب ثقافة فنّ" في المنستير، وأُخرى للأكاديمي العراقي مزهر الخالدي حول الفنّ التشكيلي المعاصر، ويختتم المهرجان بمعرضٍ جماعي يُقام في "رواق المارينا" خلال اليوم الأخير، ويضمّ أعمال الفنّانين المشاركين في الدورة.