يفتتح متحف الفنان التشكيلي المصري محمد شاكر في مكتبة الإسكندرية، صباح الأحد المقبل، بعد أن أهدى الفنان، في آب/ أغسطس الماضي، مقر متحفه الفني المكون من أربع وحدات، والذي يضم مائة وستين عملاً فنياً أصلياً للفنان، إضافة إلى عدد كبير من الصور الفوتوغرافية.
يعرف الفنان شاكر (1947) على وجه الخصوص بأعماله الجدارية، ومن أشهرها "محكى القلعة"، وهو عمل من فسيفساء وزجاج معشّق، يواجه الساحة الرئيسية أمام قلعة قايتباي، التي أنجزها عام 2002، وخلط فيها مزيجاً من أحجار الطبيعة المصرية من بركانية ورسوبية ورخام وغرانيت وإزملت ملون، وهي جدارية تعبّر عن الحضارات التي مرّت على مصر.
تضم "محكى القلعة" 552 ألف قطعة، حرص فيها على أن تظهر رقة الزجاج والفسيفساء مثلما تظهر صلابة الحجر، في دلالة على التعددية والتعايش في آن، حيث أنجز العمل دون أي تدخل ميكانيكي، بل أنجزت كل قطعة بعمل يدوي قام به الفنان بمساعدة عاملين معه.
من الجداريات الشهيرة الأخرى لشاكر؛ "عروس الدلتا" وهي فسيفسائية ومعالجات خزفية بالسيراميك الملون، تشغل مساحة كبيرة في الفضاء العام في المحلة الكبرى، و"المنارة الأندلسية" وهي فسيفساء وزجاج معشق وموقعها ميدان الكيو في الإسكندرية، وجدارية ستانلي على الكورنيش، وصمم كذلك جدارية بوابة الإسكندرية في مدخل المدينة وهي تصميم معماري وإنشائي ومجسمات فسيفسائية ونحتية، كما صمم منارة بورسعيد.
في أعمال أُخرى، جرّب شاكر "إعادة التدوير" و"الكولاج" كتقنية، فأدخل إلى العمل الفني الخردة والصواميل والمسامير والأصداف والقواقع على لوحات زيتية، حيث يهمين على أعماله الفنية المكان والطبيعة كموضوع.
شاكر هو أيضاً أكاديمي متخصص في تدريس الفنون الجميلة، وقد شغل منصب عميد كلية الفنون الجميلة في الإسكندرية، والذي يرى في تجربة الفنان الأكاديمي ما يعمل على تأسيس قواعد "تجعل يد الفنان تسمع الكلام أو تستأنس الفطرة لتحقيق طلاقة التعبير باليد"، ومن هنا تأتي أهمية الأكاديمية بمعنى المنهجية في فهم الفن، دون أن تصنع فناناً، بل تساعد في ممارسة الفن، أما الفنان فتضيف له الأكاديميا المعرفة، لكن موهبته هي التي تقوده إلى الابتكار.