منذ نهاية السبعينيات، عرضت نبيلة حلمي أعمالها في عدد من المتاحف وصالات العرض الأميركية، ومنها "المتحف الوطني للمرأة في الفنون" في واشنطن، ومتحف توسان للفن، ومتحف الجنوب الغربي في تكساس، في أثناء دراستها الجامعية حيث حازت درجة البكالوريوس من "كلية بيروت الجامعية"، وأكملت برنامج الثلاث سنوات في "فلسفة وتقدير الفن" من "مؤسسة بارنز" في بنسلفانيا.
عاشت الفنانة الأردنية الفلسطينية (1940-2011) معظم حياتها في الولايات المتحدة، وهي تصف تجربتها بالقول: "رسمت عالمي. عالم قمت بترويضه ليحتوي ذكرياتي البصريّة والخبرات السابقة والتطلعات. أرسم حركة الناس في الزمن والمساحة، هجرتهم العاطفيّة المستمرّة وبحثهم عن علاقات آمنة وحميمة داخل حدود فضفاضة ومساحاتهم الشخصيّة".
يُفتتح عند السابعة من مساء غدٍ الخميس المعرض الاستعادي لنبيلة حلمي في "المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة" بعمّان ويتواصل حتى العشرين من الشهر المقبل، والذي يضمّ مختارات من تجربتها التي امتدّت لأكثر من ثلاثة عقود.
يشير بيان المنظّمين إلى أن الفنانة "استخدمت مواد مختلطة، ويلعب اللون والضوء دورين مهمين في أعمالها، وغالبًا ما تستخدم حلمي الشكل كأساس للاستكشافات المجردة للكتلة واللون، وتتمتع أعمالها بالحسية والرقة، بطبقات من الخطوط والأشكال المتكررة والإيقاعية، كلها تعبر عن تدفق الوقت وتتابعاته وبصماته".
وتتنوع الأعمال المعروضة بين التعبيرية والتجريدية، بالإضافة إلى استخدام حلمي النصوص وقصاصات الورق التي تمنح أسلوبها عمقًا وعفوية معاً، حيث كتبت يوماً أن أعمالها تعكس الأماكن العديدة التي عاشت فيها، في محاولة لاستيعاب ماذا تعني لها هذه الأمكنة.
وتقول الفنانة: "ولدتُ في القدس ونشأت في مصر، وعشت في لبنان والأردن، قبل الاستقرار في الولايات المتحدة. أرست هذه البلدان في كثير من الأحيان إحساسًا قويًا بالزمان والمكان والتاريخ في أعماقي. الشخوص والأماكن، الذين غالبًا ما يظهرون بشكل مجرد يملأون المساحات في أعمالي، ويتحركون بحرية في عالم بلا حدود: يأتون بذكريات الناس والأماكن من تجارب سابقة، ويعكسون حاجة للعيش في اللحظة والسيطرة على الزمان والمكان".