"نهج العالَم الثالث".. فلسطين كمدخل نقدي للقانون الدولي

04 ديسمبر 2023
جانب من تظاهرة في دبلن تطالب بوقف الإبادة الصهيونية في غزّة، السبت الماضي (Getty)
+ الخط -

مطلع الشهر الماضي، أطلقت مجموعة من الناشرين العالميّين رسالةً تضامُنية مع القضية الفلسطينية، وقّع عليها أكثر من أربعين دار نشر ومؤسّسة ثقافية حول العالَم. وقبل أيام، عادت المجموعة ذاتُها لتُطلق مبادرة عالمية جديدة، تحمل عنوان "اقرأ فلسطين"، تزامُناً مع "اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني" (29 تشرين الثاني/نوفمبر)، وتستمرّ حتى الخامس من كانون الأول/ديسمبر الجاري.

وتتمثّل المبادرة في إتاحة مجموعة من الكُتب التي تتناول القضية الفلسطينية، بشكل مجّاني من خلال مواقع الدور المُشاركة، والتي تُقارب القضية من زوايا مختلفة كالأدب والسياسة وعلم الاجتماع والقانون.

من المُنظّمات الحقوقية المُشاركة في المُبادرة "نهج العالَم الثالث تجاه القانون الدولي" (TWAILR)، التي أتاحت عبر موقعها على الإنترنت كتاباً إلكترونياً يحمل عنوان "نهج العالم الثالث تجاه القانون الدولي: كتابات عن فلسطين"، ويضمّ مجموعة من المقالات كانت قد نشرتها مجلّة المُراجعات التابعة للشبكة البحثية، بين عامَي 2019 و2023.

نظرةٌ إلى القانون الدولي من وجهة نظر شعوب الجنوب

يقع الكتاب في 172 صفحة، وتتنوّع موضوعاتُه، التي وقّعها اثنا عشر باحثاً وباحثة، على 15 مساهَمة فكرية، وأُخرى صحافية، إلى جانب المحاضرات العامّة، والحوارات الجماعية، والمرويّات الشفهية، مع تركيز خاص على بُعد نقدي يُشدّد على انعدام العدالة في السياق الفلسطيني، وتفكيك الموروثات الاستعمارية العالقة بالقانون الدولي، انطلاقاً من وجهة نظر الجنوب العالمي بمفهومه الواسع.

"القانون الدولي وقضية فلسطين: الاستثناء الإمبراطوري ومقاومة العالم الثالث وتشابُك القانون والسياسة"، عنوان المادّة الافتتاحية في الكتاب، وهي حوار مع الباحثة الفلسطينية نورا عريقات، الأستاذة في "جامعة روترغز" الأميركية. وفيه تتحدّث عن كتابها "القانون والقضية الفلسطينية" الصادر عام 2019 عن "جامعة ستانفورد"؛ حيث تنطلق من تساؤل: هل يُمكن للمناصرة الحقوقية أن تضع حدّاً للتعنُّت السياسي. كما تتحدّث عن تجربتها في المرافعة في دعاوى جرائم حرب ضدّ المُجرِمَين موشي يعالون، وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، وآفي ديختر، رئيس جهاز "الشاباك"، وكيف منعت المحاكم الفيدرالية الأميركية كِلا القضيّتين لأنّ المُدّعى عليهما إسرائيليَّان.

غلاف الكتاب - القسم الثقافي

يحتوي الكتاب أيضاً على مقتطفات من عمل بعنوان "فلسطين + 100: حكايات من قرن مضى على النكبة"، الذي حرّرته الكاتبة والمترجمة الفلسطينية بسمة غلاييني، وصدر عام 2019، ويضمّ مجموعة قصص قصيرة يقدّم فيها 12 كاتباً فلسطينياً، رؤاهم حول الحياة في عام 2048، بالاعتماد على الخيال العِلمي والديستوبيا الكابوسية، وغيرها من تقنيات الأدب المُستقبلي. 

أمّا الباحث الفلسطيني فيكتور قطّان، فشارك بمساهمة تناول فيها "النقطة العمياء للمحكمة الجنائية الدولية"، في حين تطرّق ستيفن سلايطة إلى "لا إنسانية الحرية الأكاديمية"، والتي بيّن فيها كيف يُحوّل مفهوم "الحرية الأكاديمية" البشر إلى مجرّد أدوات بيروقراطية، إذ كيف يُمكن أن نثق في مؤسسات أكاديمية ترفع هذا الشعار، في حين أنّ من يقوم عليها هُم مجرّد مانحين أثرياء، ويضرب مجموعة أمثلة في هذا السياق من تجربته.

وتستمدّ مساهمة سلايطة أهميتها ممّا نشهده اليوم من تضييقات على كلّ من يناصر القضية الفلسطينية، ضمن أروقة الأكاديميا الغربية.

من الدراسات والحوارات الأُخرى التي شملها الكتاب: "البحر من أمامك، والعدوّ من ورائك: الحدود المتناقضة للحقّ في حرية التعبير"؛ وهو عنوان مقال للباحثة شهد حمّوري، ويتناول نقدياً مفهوم حرية التعبير، وعلاقته بدساتير دول الجنوب، رغم الخلفية التاريخية الأورومركزية له، و"وجهة نظر فلسطينية في تدريس القانون الدولي" لعطا هندي، و"فلسطين والأمم المتّحدة والتبعية القانونية الدولية" لأردي إمسيس، و"الإبادة الجماعية في غزّة" لمجموعة خبراء في القانون الدولي، و"نريد العدالة أوّلاً، ثم سنعمل من أجل السلام: صراعات النسويات والنزعة العابرة للحدود الوطنية في فلسطين الانتدابية" لباولا زيتشي.

المساهمون