هالة المسلاتي.. مقاربة ألسنية لفهم المطبخ التونسي

03 يوليو 2023
صناعة الحلوى في فسيفساء قرطاجية تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد (Getty)
+ الخط -

هل يُمكن العبور صوب المطبخ من بوّابة الكلمات؟ وكيف للّسانيات أن تقودَنا إلى ذائقة أرفع؟ هذا ما تُحاول نقاشَه الباحثة التونسية هالة مسلاتي، في كتابها "بهارات ورفقاؤها: سجلّات الذوّاقة المتوسطية"، الصادر بالفرنسية حديثاً، عن دار "نقوش عربية"، ويقع في مئَتي صفحة.

يحضر البحرُ المتوسط في العمَل بقوّة، وذلك بوصفة بيئةً مفتوحة تشتركُ فيها ضفافٌ مختلفة بين الشمال والجنوب، بخصائص واحدة، وتستلفُ من بعضها البعض. ويُمكنُ إرجاع هذا، لا إلى الظَّرف الجُغرافي زحده، بل إلى العلاقات التاريخية والاقتصادية لبلدان حوض المتوسط. 

في المقابل، تتميّز هذه البيئة المفتوحة بأنها تُتيح الكثير من الخصوصية أيضاً لكُلّ مطبخٍ على حِدة. هذا العبور من العامّ إلى الخاصّ، هو الإطار الذي تُقدّم فيه الباحثة كتابَها.

تعتمد المسلاتي في منهجيّتها على الموروث الشفوي، فالبحث عن أصول الأطباق في سياق التراث التونسي لا يخلو من الاستعانة بأدوات حكّائي السّير والحكايات الشعبية، وهُنا تتقاطع مؤدَّيات البحث اللِّساني مع خلفية أنثربولوجية أوسع وأعمّ. وبهذا يصبحُ الفمُ موضوعاً دَرْسيّاً مُحايثاً بوجهين، فمن جهة هو أداة للنُّطق بالكلمات، ومن أُخرى، هو محطّ التذوق الأوّل، ومنفذُنا إلى اكتشاف الأطعمة.

غلاف كتاب هالة المسلاتي - القسم الثقافي

ومن الأطباق التي يبحث الكتاب في أصولها: الملوخية والمدفونة والطاجين و"الكسكروت" التونسي، فضلاً عن الحلويات مثل البقلاوة والحلويات الشامية، و"الحلالم" و"البسيسة". وإلى جانب ما سبق، تنظر الباحثة في ظاهرة ارتحال الطعام وانتقاله من مطبخ إلى آخر، مثل "الطرشي" (الخضار المُخلّلة)، وأيّ الإضافات جرت عليه عبر الزمن. 

وفي سياق هذا العرض، تنبّه المسلاتي إلى ما ترتبط فيه بعض هذه الأكلات من مناسبات اجتماعية، أو أعياد دينية كالأضحى والفِطر والمولد النبوي ورأس السنة الميلادية وغيرها.

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون