استمع إلى الملخص
- يعقوب يشيد بحركة النشر في السعودية ويصفها بأنها في أزهى مراحلها بفضل دور النشر ودعم وزارة الثقافة، لكنه يعبر عن تراجع الاهتمام بالنشر في المجلات والجرائد والمواقع.
- يعقوب يرفض فكرة أن الشعر المترجم أكثر مقروئية من الشعر العربي، مؤكداً أن القصيدة الحقيقية تلمس القارئ بأي لغة. يرى أن الشعر العربي قادر على العودة إلى صدارة المشهد الإنساني رغم محاولات تهميشه.
تقف هذه الزاوية مع شاعر عربي في علاقته مع قارئه وخصوصيات صنعته ولا سيما واقع نشر الشعر العربي المعاصر ومقروئيته. "الشعر هو الشعر في كلّ اللغات، والقصيدة الحقيقية ستلمسك بأيّة لغة كانت"، يقول الشاعر السعودي محمد إبراهيم يعقوب في لقائه مع "العربي الجديد".
■ ما الهاجس الذي يشغلك هذه الأيام في ظلّ ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟
- لا بدّ لنا أن نعترف بأنّ كلّ هذه الأبجدية لا تملك أن تُنقذ روحاً واحدةً. أهجس بكيفية صياغة كلّ هذا العجز، وأخاف أكثر ما أخاف أن نعتاد. وأسأل: هل اعتدنا؟!
■ من هو قارئك؟ وهل تعتبر نفسك شاعراً مقروءاً؟
- أكتبُ لأقرأ تناقضاتي وهشاشتي. أنا القارئ الأوّل لنفسي. ثمّ يأتي قارئٌ آخر لا أعرفه، لكنّه كلّ ما لديّ وأعزّ ما أملك. لستُ شاعراً مقروءاً ولا أحبّ أن أكون. ذلك فخٌّ على أقلّ تقدير.
■ كيف علاقتك مع الناشر، هل لديك ناشر وهل هو الناشر الذي تحلم به لشعرك؟
- حركة النشر لدينا في السعودية في أزهى مراحلها، دُور نشر متحفزة ومبادرة، ووزارة ثقافة داعمة ومؤمنة وطموحة تستهدف الأبعد كلّ مرّة.
سيبقى الشعر وسيجد الشاعرُ دائماً قارئه في كلّ زمن
■ كيف تنظر إلى النشر في المجلات والجرائد والمواقع؟
- لم يعُد من الاهتمامات كما كان سابقاً، إلّا من بعض المجاملات الأنيقة التي تطالعنا من هنا وهناك.
■ هل تنشر شعرك على وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف ترى تأثير ذلك في كتابتك أو كتابة زملائك ممّن ينشرون شعرهم على وسائل التواصل؟
- دخلتُ في حانة كهذه من قبل، وأعترف بأنها مسكرةٌ إلى حدّ أن تفقد توازنك أحياناً، لكنّي أفقت سريعاً، وعُدت أدراجي إلى أن أكتب ذاتاً صافيةً عبر مشروع كتابي لا ينتظر صدىً أو تصفيقاً، هو الشِّعر للشِّعر ليس أقلّ.
■ من هو قارئ الشعر العربي اليوم في رأيك؟
- ما يبقى يُؤسّسه الشعراء كما يقول هولدرلين. أنا مؤمن بأنّ الشِّعر هو من ينقذني كلّ مرّة، وإن كنتُ قد تراجعت كثيراً عن فكرة أنّ الشِّعر قد ينقذ العالم كما كان يدّعي ريتشاردز. سيبقى الشعر ما بقي الإنسان، لا شكّ عندي في ذلك. وسيجد الشاعر دائماً قارئه في كلّ زمن، لذا لا بدّ أن نُقاوم.
■ هل توافق أنّ الشعر المترجم من اللغات الأخرى هو اليوم أكثر مقروئية من الشعر العربي، ولماذا؟
- لا أتّفق إطلاقاً. أؤمن بأنّ الشِّعر هو الشِّعر في كلّ اللغات، والقصيدة الحقيقية سوف تلمسك بأيّة لغة كانت. هذا مع عدم إهمال دَور الترجمة الجيّدة، ترجمة روح النص لا كلماته.
■ ما مزايا الشعر العربي الأساسية وما نقاط ضعفه؟
- من ميزات الشعر العربي الغرائبية أنّه كلّما راهن أحدٌ على تهميشه، وانتهاء وقته، قفز إلى صدارة المشهد الإنساني من جديد، ولا يحدث ذلك إلّا عبر تجارب شعرية كبيرة أخلصت للشعر فلم يخذلها. وأيضاً عبر اقتران الروح العربية بهذا الشعر تأريخاً وحياةً وهوية. أمّا نقطة ضعفه، فربما هي القدرة على تكديس آباء مصطنعين. الشعر دائماً في المستقبل.
■ شاعر عربي تعتقد أن من المهمّ استعادته الآن؟
- طرفة بن العبد أحياناً، ومحمود درويش دائماً.
■ ما الذي تتمنّاه للشعر العربي؟
- جان كوهين صاحب كتاب "بنية اللغة الشعرية" وكتاب "الكلام السامي" كان يؤمن بأن لا وجود لما يُسمّى المشهد الشعري. هناك شعراء يتمثّل بهم الشعر في كلّ عصرٍ وفي كلّ مكانٍ. أتمنّى أن يناضل الشعراء الحقيقيون في سبيل أن يتنفس الشعر هواءً جديداً، أن يتعلّموا كلّ يوم، أن يُعبّروا عن هذا العالم السريالي بسريالية أرقّ وحسٍّ إنسانيٍّ عالٍ، أن ينحازوا لهذا الكائن التائه في هذا العالم الذي يزداد تعقيداً كلّ لحظة، وألّا يُقلّدوا أحداً، وأن يكتبوا كلّ يوم.
بطاقة
شاعرٌ وكاتب سعودي من مواليد مدينة جازان عام 1972. حاصل على بكالوريوس في الفيزياء من كلّية التربية عام 1994 ويعمل في التدريس. من إصداراته الشعرية: "رهبة الظلّ" (2001)، و"تراتيل العزلة" (2005)، و"الأمر ليس كما تظنّ" (2013)، و"ليس يعنيني كثيراً" (2015) الحائز "جائزة محمد الثبيتي للإبداع"، و"ما لا يُنسى.. ما لا يَمُرّ: جازان تتذكّر" (2022).