وقفة مع فلاح رحيم

11 نوفمبر 2021
(فلاح رحيم)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يود مشاطرته مع قرّائه. "لو أتيح لي البلد من جديد، فإنّ ما سأفعل هو تكريس نفسي للرواية والكتابة الإبداعية وعدم التورّط في الترجمة"، يقول الروائي والمترجم العراقي في حديثه إلى "العربي الجديد".

 

■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟

- أنشغل بأشياء كثيرة في آن واحد كما هو حال كلّ الناس، لكنّي أحاول ألا أنسى أن يكون التمهيد للحظة البدء بكتابة روايتي الخامسة في الصدارة.


■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟

- صدر لي هذا العام، عام كورونا، ثلاثة كتب حتى الآن؛ هي روايتي الرابعة "الشرّ الأخير في الصندوق"، وترجمتي لرواية شوساكو أندو "الأبله الرائع"، وكلاهما عن "دار الرافدين". ثم ترجمتي لكتاب جانغ لونغزي "الأمثولة والتأويل" في سلسلة "نقل المعارف" البحرينية. لديّ كتاب رابع مترجَم يحاول الناشر الحصول على حقوق ترجمته قبل النشر، وهو يتناول تقنيات الفن الروائي.


■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟

- أبذل في التأليف والترجمة كلّ ما لديَّ من طاقة لكي أضمن ألا يضيّع القارئ وقته مع الكتاب. يصل هذا إلى حدّ المبالغة أحياناً. كم أُحقّق من نجاح في مسعاي أمرٌ متروك للقراء. 

كتب فلاح رحيم - القسم الثقافي

■ لو قيض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟

- هل أبدأ في خضمّ الظروف والملابسات التي عشتُها ذاتها؟ إن كان الأمر كذلك، فأعتقد أنّ ما كنتُه بالرغم من عيوبه هو أفضل الخيارات المتاحة. أمّا إذا بدأتُ من جديد في ظروف أفضل، فإنّ ما سأفعل هو تكريس نفسي للرواية والكتابة الإبداعية وعدم التورّط في الترجمة.

أبذل كلّ ما لديَّ من طاقة احتراماً لوقت القارئ

■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟

- أعتقد أن ما نتمنّاه للعالم لم يعد الاقتراب من العدالة أكثر، ما نتمنّاه أن يتمكّن العقلاء في العالم من النأي به عن تكرار الحماقات المدمِّرة التي يرويها لنا التاريخ.


■ شخصية من الماضي تودُّ لقاءها، ولماذا هي بالذات؟

- تأسرني شخصية الروائية البريطانية الكبيرة دوريس ليسينغ، وقد تعلّمتُ منها الكثير روائياً. هذه المرأة تجمع البراعة الفنية العالية والفكر الفلسفي العميق وحيوية أخّاذة لا تهادن الرتابة.


■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟

- ذاكرتي تزدحم بالأصدقاء ولا سبيل إلى المفاضلة؛ فأنا أنتقي أصدقائي بعناية شديدة. الكتاب الأثير عندي الذي قرأته مرّتَين وعُدت لأستمع إليه صوتياً هو رواية ليو تولستوي "الحرب والسلم".


■ ماذا تقرأ الآن؟

- انتهيت من قراءة رواية الفائز بجائزة نوبل لهذا العام عبد الرزاق قرنح "ذكرى رحيل" Memory of Departure، وقد أمتعتني كلّ المتعة، وأعتقد أن قرنح سيفاجئ دعاة التهويم والحذلقة ببساطته الآسرة وسهله الممتنع. أقرأ حالياً كتاب الفيلسوف البريطاني ستيوارت هامبشر "البراءة والتجربة"، وهو بحثٌ أخلاقي سياسي مهمّ يستحق الترجمة في مخاطر التشبُّث بالبراءة على حساب تحقيق النفع للناس.

سيفاجئ قرنح دعاة التهويم والحذلقة ببساطته الآسرة

■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟هنالك معزوفة لا أملّ

- العودة إليها منذ اكتشفتهُا قبل عقود، هي الأداجيو المنسوب إلى تومازو ألبينوني، وهذا رابطها لمن يود السماع.


بطاقة
روائي ومترجم عراقي من مواليد بابل عام 1956 ومقيم في كندا. درّس الأدب واللغة الإنكليزيَّين في عدّة جامعات طوال خمسة وعشرين عاماً، وهو متفرّغ حالياً للكتابة والترجمة. من بين كُتبه المؤلَّفة والمترجَمة الروايات: "القنافذ في يوم ساخن" (2012)، و"حبّات الرمل... حبّات المطر" (2017)، و"صوت الطبول من بعيد" (2020)، و"الشرّ الأخير في الصندوق" (2021). وكتاب "أزمة التنوير العراقي: دراسة في الفجوة بين المثقفين والمجتمع" (2018). ومن الكتب المترجمة: "حكاية الجند: الحرب والذاكرة والمذكرات في القرن العشرين" لـ صموئيل هاينز، و"الذات تصف نفسها" لـ جوديث بتلر، و"محاضرات في الأيديولوجيا واليوتوبيا" لـ بول ريكور.

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون