يوشيكو تشوما.. فوضى تُنظّم العالم
في تجربتها التي انطلقت نهاية السبعينيات، تتبنّى الفنانة ومصمّمة الرقص اليابانية يوشيكو تشوما (1950) ما تسمّيه "الفوضى المصمّمة للرقص"، والتي تُحيل إلى قناعتها بعدم وجود عالم منظّم، وأنها لا تصنع مشهداً بوصفها كوريغرافية، بل تسعى لتنظيم حدث ما.
وتُركّز في أعمالها على الحياة الاجتماعية والسياسية المعاصرة، حيث تنقل من خلالها أفكارها وتأمّلاتها في قضايا عديدة، ومن ذلك رفضها لهيمنة الولايات المتّحدة وعدوانيتها، خاصّة تجاه بلدان العالم الثالث، وهي تعتقد أيضاً أن بلادها لا تزال مستعمَرة أميركية، كما تقول في مقابلة صحافية سابقة.
"في هوامش الحدود اللامتناهية – عمّان" عنوان عرضها الجديد الذي تقدّمه عند الخامسة من مساء السبت المقبل في "المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة" بعمّان، ويشاركها الإخراج الفنان الأدائي روجي ياماغوتشي، ويؤدّيه عشرون راقصاً وراقصة.
العرض من إنتاج "ميدان: مختبر عمّان للرقص"، ويأتي نتاجَ مجموعة من الورش التي ركّزت على ارتجال الرقص والموسيقى، وتصميم الرقص، والحركة والأداء، ضمن برنامج الإقامات الفنية الذي تنظّمها "منصّة مصنع" بالمتحف، منذ تأسيسها عام 2018، ويهدف البرنامج إلى كسر التجزئة المعرفية بين الحقول الإبداعية.
يؤدّي العرض كلّ من الراقصين: أنس القطاوي، وسيدريك بيزن، وإليزابيث كارويل، وعمران العمارين، وإبراهيم الزعبي، وكينزي الظاهر، ولن جانسون، ولور مدانات، ومانون دوميرتير، وماكسيم أدهم، ورعد طباري، وريما أسيندار، رويوجي ياماغتشي، وصالح بيلاغون، وتالا أسيندار، ووفاء السنجلاوي، ومحمود شريم، ومالك وسيم، وكفا غزاوي، وأحمد جوهر، فيما أعدّ الموسيقى "فريق سواح".
تتّصل بعض أفكار العرض بأماكن من العالَم الثالث سافرت إليها تشوما في السنوات الأخيرة، وأجرت مقابلات مع الناس الذين يعيشون فيها، ومنها فلسطين، حيث سجّلت شهادات حيّة عن حواجز جيش الاحتلال الإسرائيلي والحدود والسجن والموت، وهي تقدّم ذلك وفق لغة بصرية جديدة تنزع إلى التجريد في التعامل مع الجسد والتركيز على ارتجالاته وحركته العفوية.
وتضع تشوما عرضها كـ"فوضى مصمّمة تُظهر الأمل واليأس اللذين يواجههما عالمنا اليوم"، بحسب بيان المنظّمين، في محاولة لفحص مفهوم الحدود بالنظر إلى طابعه الانتقالي مع التغيّر المستمر في الآثار والدلالات السياسية والتاريخية والأخلاقية والنفسية.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
