على الأرجح أن عنوان "المهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء" مستلهم من المدينة التي قام فيها جنوب شرق المغرب، مدينة زاكورة المنفتحة على الصحراء، والتي تبعد عن المدنية والبحر مئات الكيلومترات.
عليك، إذن، أن تجتاز مناطق مقفرة كثيرة براً قبل أن تصل إلى أرض المهرجان، أو أن تهبط في مطار المدينة الصغير لحضور الدورة الثانية عشرة، والتي تنطلق الليلة وتستمر حتى العشرين من الشهر الجاري.
إنها مفارقة حقاً في بلد يشهد ظاهرة إغلاق مستمر لقاعات العرض ودور السينما في العامين الأخيرين، بينما تزدهر فيه المهرجانات السينمائية الدولية.
اختارت "جمعية زاكورة"، التي تنظم المهرجان كل عام، شعاراً لهذه الدورة "السينما والتسامح"، ويحل الممثّل المصري عبد العزيز مخيون رئيساً للجنة التحكيم فيها، والتي تضم المخرج العراقي قاسم حوّل والممثلة المغربية سعيدة باعدي والمخرجة الكندية المغربية كاتي وزانا والممثّل الجزائري حسان بن زيراري.
تحت هذا الشعار، تخصّص أيام المهرجان القليلة برنامجاً للأفلام التي تتناول ثيمة التسامح، كما تقيم ندوة حول علاقة السينما بهذه القيمة.
من المُنتظر أن تقرّر لجنة التحكيم بخصوص مسابقة رسمية للأفلام الطويلة القادمة من تونس ومصر والصين وإيران والسنغال والجزائر وبنغلاديش وفرنسا والأردن والبحرين وكندا وهولندا والعراق.
ولأول مرة، يطلق المهرجان هذا العام مسابقة السيناريو شرط أن يتعلّق الموضوع فيها بثيمة من ثيمات الصحراء، من نمط الحياة إلى التحوّلات المناخية وتأثيرها على حياة سكّان الصحراء، وكذلك مواضيع الماء والعادات والمرأة والتقاليد والغناء الصحراوي.
كما يشهد المهرجان أيضاَ ورشة حول كتابة السيناريو، وأخرى حول الريبورتاج السمعي والبصري.
يبدو برنامج "المهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء"، حافلاً وربما مكتظّاً إذا ما قيس بعدد أيامه الذي لا يتجاوز الأربعة.
اقرأ أيضاً: توفيق الجبالي.. كلام صاحب "التياترو"