كثيراً ما يجري الحديث عن جدوى الفلسفة ومقولاتها في خضم النسق السريع الذي تفرضه الحياة باستحقاقاتها المعيشية والسياسية والاقتصادية، وهو سؤال يعود ملحّاً كما اتحد نسق التحوّلات وعمقها كالتي تشهدها البلاد العربية اليوم.
هذا السؤال يمثّل نقطة تفترق حولها إجابات المفكّرين، ليس في عالمنا العربي فحسب، بل في العالم بأسره، إذ ينغمس بعضهم في أطر مفاهيمية لا يخرج منها، بدعوى أن الفلسفة ليس من شأنها تغيير العالم مباشرة أو التصادم معه، كما كان يفعل أفلاطون في أكاديميّته، فيما يدلي آخرون بدلوهم في كل شؤون الحياة العامة، انطلاقاً من خلفياتهم الفلسفية ذاهبين مذهب ماركس بأن الفلاسفة هم من تقع على عاتقهم .
مثل هذا النقاش، سيُفتح اليوم في ساقية الصاوي في القاهرة، عند الساعة الخامسة والنصف بالتوقيت المحلي، من خلال مداخلة الباحث في الفلسفة عماد عبد الرازق، حول "الفلسفة والحياة". نقاش يديره غيضان السيد علي ضمن أنشطة "نادي الساقي للفلسفة".
لعل الواقع المصري اليوم هو الذي يستدعي بقوة سؤالاً شبيهاً. لكن بقي أن نعرف كيف تتم الإجابة عنه، خصوصاً وأن الحياة الثقافية في مصر باتت تطوّر جدراناً سمكية تحيط بالأسئلة المحرجة التي من المتوقع أن يطرحها الفكر الفلسفي.
اقرأ أيضاً: "حاجتنا إلى التنوير": ندوات فوق النيل