انطلق أمس "معرض الكتاب" في باريس الذي يستمر لأربعة أيام ويشارك فيه 1200 ناشر فرنسي وأجنبي وثلاثون ألف شخص يعملون في ميدان الكتاب، قدموا من مختلف أنحاء العالم.
جمهور المعرض، الذي يتجاوز كل عام 200 ألف زائر، على موعد في هذه الدورة مع آلاف الكتّاب من خلال 4700 حفل توقيع و400 لقاء وفعالية تشارك فيها وجوه معروفة من عالم الأدب والسياسة والميديا والسينما والموسيقى والكتب المصوّرة.
ولهذا العام، تحلّ البرازيل ضيف شرف على الدورة مع 48 كاتباً يعكسون غنى الإنتاج الفكري والأدبي في هذا البلد وحيويته. ومن هؤلاء الكتّاب نذكر، في مجال الشعر، ريكاردو أليكسيو ولومينيزيس وألفونسو رومانو دو سانت أنّا. وفي مجال الرواية، ميلتون حاطوم (من أصول لبنانية) وألبرتو موسة ومارينا كولاسانتي وباولو كويلو وخواو كاراسوزا وأنطونيو تورّيس وبالوما فيدال. وفي مجال المسرح، بوسكو برازيل وبرناردو كارفالو وسيرجيو روفيري.
وتجدر الإشارة إلى أنها المرة الثانية التي يُحتفى في هذا المعرض بالأدب البرازيلي الذي سجّل عام 1998 نجاحاً لافتاً دفع منظّمي هذه التظاهرة إلى إعادة الكرّة.
وإلى جانب البرازيل، يحلّ الأدب البولوني المعاصر ضيفاً على المعرض، مع 22 كاتباً من مدينتي كراكوفيا وروكلو، يتجلى من خلال إنتاجهم قوة هذا الأدب الشعرية وتقليده المسرحي الغني والتزامه السياسي والاجتماعي. ومن هؤلاء الكتّاب نذكر، في مجال الشعر، ريشارد كرينيكي وإيفا ليبسكا وتوماس روزيكي، وفي مجال الرواية، جوانا باتور وماريك بلينشيك وهوبير كلينكو، وفي مجال المسرح، لودفيك فلاشين وأورسولا كوزلو.
ومثل كل عام، يحتل الكتاب العربي فسحة كبيرة نسبياً في هذا المعرض من خلال المشاركة الثابتة فيه لبلدان مثل الجزائر والإمارات وقطر والعراق ولبنان والمغرب والسعودية وتونس. المؤسف في هذه المشاركة هو اقتصارها غالباً على وزارات الثقافة أو التربية ومنشوراتها، وبالتالي عدم الاستفادة من المساحات المهمة التي تحتلها هذه الوزارات لعرض بعض إصدارات دور النشر الخاصة في كلٍّ من هذه الدول.
كما نأسف أيضاً لعدم تفاعُل (كي لا نقول اكتراث) هذه "البعثات العربية الرسمية" مع الفعاليات التي يخصصها المعرض للأدب العربي. فخلال اللقاء الذي نُظّم أمس حول الشعر في منطقة الخليج العربي وإيران، وسُبُل نشره وترجمته وتوزيعه، سُجّل غيابٌ صارخ لأعضائها مقابل حضور فرنسي وأجنبي لافت.