لا أنباء عن الفنّان الليبي محمد الصادق منذ اختطافه الجمعة الماضي قرب طريق المطار في طرابلس الغرب، إذ لم تتبنّ أيّة مجموعة مسلّحة عملية الاختطاف حتى اللحظة.
وفي حالٍ تُذكّر بالمشهدين العراقي والسوري، تبدو أسباب هذه الحوادث غامضة أحياناً، أو خاضعة لأسباب عديدة قد تتّصل بالموقف السياسي للشخصية المُختطَفة، أو تأتي بدافع المال لدى المسلّحين، أو بسبب الفوضى وتداعياتها التي قد يذهب بجريرتها ضحايا كُثر.
لكن الواضح أن الاقتتال الداخلي في هذه البلدان يحول دون أن تُكلّف الأطراف المتصارعة عناء البحث لمعرفة مصير المختطفين، خصوصاً إذا كانوا كتّاباً أو فنانين، أو حتى باستنكار مثل هذه الأحداث.
عائلة الصادق قالت إنها لم تتلقّ أي اتصال من جهة رسمية أو غير رسمية لمعرفة خلفية العملية ودوافعها، بحسب وسائل إعلام ليبية، وقد ناشد أفرداها جميع الجهات لبذل الجهود من أجل المساعدة في تحديد مكان احتجازه والعمل على عودته سالماً لأهله.
وتشهد مدينة طرابلس، وغيرها من المدن الليبية، تزايد حالات الاختطاف التي تقوم بها مجموعات مسلّحة، لغرض الابتزاز المالي في الغالب، إذ سبق وأن جرى اختطاف عدد من الفنانيين والصحافيين لطلب فِدىً من ذويهم.
برز الصادق في غناء الموروث الشعبي في بلاده؛ فأدّى أغاني بارزة ضمن هذا السياق؛ مثل: "حبيبة يا الحبيبة" و"مستحيل" و"صب الشاهي" و"قديم الصوب"، إضافة إلى تقديمه قصائد لعدد من الشعراء الليبيين؛ خصوصاً شعراء العامية منهم، وكان آخر أعماله تلحين ثلاثة نصوص شعرية للزجّال الجزائري توفيق ومان، هي: "ما نرضاك"، و"عينيك" و"لقيتيها، ويا ريتني ما لقيتها".