تنتشر في تونس منذ سنوات عديدة تجارب فنية تقوم على فكرة استثمار التراث الصوفي، لعل أبرزها "الحضرة" لفاضل الجزيري و"الزيارة" لسامي اللجمي قبل أن تتبعها تجارب أخرى كثيرة. تعتمد هذه التجارب على توظيف هذا التراث ضمن رؤية موسيقية أو مسرحية حديثة، غير أن كثيرين ممن يشتغلون على هذا النمط التراثي باتوا يبحثون عن مساحة لعرض أعمالهم.
سيحاول "مهرجان الموسيقى الصوفية – روحانيات" في مدينة نفطة (جنوب غرب تونس) أن يتيح هذه الفرصة حيث يستدعي فرقاً عريقة في هذا النمط الموسيقي، لكن لا يجري برمجتها عادةً في مهرجانات وزارة الثقافة ولا تحظى باهتمام إعلامي.
تنطلق الدورة الأولى من هذا المهرجان الليلة وتتواصل حتى الثلاثاء المقبل. تشهد الدورة تنوعاً في التجارب المقترحة حيث ستشارك فرقاً من البلاد الإسلامية، كما سيتم عرض أفلام وثائقية عن الموسيقى الصوفية.
عرض الافتتاح بعنوان "الدخلة" في شوارع مدينة نفطة وهو مشروع جماعي لفرق تونسية هي "البنقة السلامية" و"حضرة العلوية" و"شعيبات الأصيل". تشارك أيضاً كل من فرقة "حضرة رجال تونس" من تونس العاصمة، و"فرقة القادرية" من مدينة قفصة، و"فرقة دار القناوة" من المغرب، و"الإخوة دراويش" من إسطنبول.
من الأفلام التي ستعرض في أيام المهرجان، نذكر: "أحمد جلمام: القلب والروح" لملكة المهداوي، و"جيرات أبو موسى" للمخرج المغربي محمد تازة، وفيلم "تاريخ البنقة" للفرنسي فرانسوا كومبوزا.