بمشاركة 490 داراً للنشر من 33 دولة، تنطلق الأربعاء المقبل فعاليات "معرض الدوحة الدولي للكتاب" في دورته السابعة والعشرين في "مركز الدوحة للمؤتمرات والمعارض"، وحسب القائمين عليه فإن عدد العناوين المعروضة يزيد على 104 آلاف، منها 15219 عنواناً جديداً صدرت العام الحالي، ليصل عدد الأجنحة في المعرض إلى 895 جناحاً.
إضافة إلى عرض الكتب، فإن العديد من الفعاليات الثقافية والفكرية والأدبية ستقام على هامش المعرض. وبحسب مدير الدورة الحالية، إبراهيم البوهاشم السيد، سيجري تنظيم ندوة يومية، إلى جانب ورش عمل مهنية كالورشة الخاصة بالنشر وصناعة النشر وحقوق الملكية الفكرية.
وكان السيّد قد صرّح في في مؤتمر صحافي عُقد للإعلان عن التفاصيل التنظيمية للمعرض إنه "تمّت زيادة مساحة المعرض هذه السنة إلى 23 ألفاً و500 متر مربع مقارنة مع 20 ألف متر مربع العام الماضي، لتوفير مساحات كافية لكل المشاركين، كما أنه سيقام على فترة واحدة من الساعة التاسعة صباحاً وحتى العاشرة مساء بدون توقف، عدا يوم الجمعة من الساعة الرابعة عصراً إلى الحادية عشرة مساء، وذلك للمرة الأولى منذ انطلاقه قبل 44 عاماً".
وفي ما يتعلق بأسعار الكتب قال السيد: "طلبنا من الناشرين والعارضين تقديم خصم بقيمة 25% على الأقل، ونعمل على تقديم المزيد منه، آخذين بعين الاعتبار ارتفاع تكاليف الطباعة وأسعار الورق والأحبار والنقل وتذاكر السفر والفنادق والإقامة وتقلّب أسعار العملات الذي يؤثر سلباً على الناشرين".
"معرض الدوحة" للكتاب يمثّل نافذة سنوية يطل من خلالها المثقفون والقرّاء في قطر على جديد الفكر والإبداع، عبر أحدث الإصدارات من الكتب المطبوعة، وعبر الالتقاء بالضيوف والمشاركين في ندوات المعرض أو ممن يوقّعون كتبهم.
في حديث مع "العربي الجديد"، يصف الروائي والقاص، جمال فايز، المعرض بأنه "ملتقى للمثقفين، وفرصة حقيقية للاطلاع على كل جديد في عالم الفكر والثقافة". ويضيف: "نحن اليوم بحاجة ماسة لكل فضاء ثقافي يمكن أن نوجده في البلاد". وحول حجم مشاركة دور النشر في المعرض يقول: "هناك عدد كبير جداً من دور النشر والمكتبات التي تتواجد في المعرض كل سنة، ومن مشاهداتي في معارض عربية وخليجية لاحظت أن هناك مساحة حرية لافتة في معرض الدوحة تسمح بعناوين كثيرة لا تتواجد في تلك المعارض".
من جهته، يقول الكاتب عيسى عبدالله: "المعرض بالنسبة للكثير من الكتاب هو مكان يجمعهم أولاً مع بعضهم البعض، وثانياً يفتح لهم قنوات للتواصل مع جمهور القراء من مختلف الفئات. فهو مكان لتسويق الكتاب والكاتب أيضاً". ويضيف: "بالنسبة لي ككاتب أستفيد من تواصلي المباشر مع القرّاء بالاستماع إلى ملاحظاتهم وتعليقاتهم على رواياتي، وهو أمر يساعدني على الانطلاق من جديد للكتابة بنفس ورؤية مختلفين. كما أن القراء الذين ألتقيهم في المعرض يمثلون جميع الفئات ومن مختلف الشرائح، وهو أمر قد لا يكون متاحاً لي، عندما أوقع كتبي في مكان آخر كالجامعة مثلاً".
وسيوقّع عبدالله رواياته في المعرض، وهي بالإضافة إلى "كنز سازيران" رواية "بوابة كتارا وألغاز دلمون" ورواية "شوك الكوادي"، كما سيشارك في ندوة حول أسس الكتابة لرواية اليافعين.
وحول الفعاليات المصاحبة عادة للمعرض، يعتبر عبدالله أن "الندوات التي تقام على هامش المعرض مهمة، لأنها تغني أجواءه وتجعلها أكثر حيوية، وأتمنّى أن تكون مواضيعها متنوّعة بحيث تجذب الشباب إليها، وأن تتنوّع ورش العمل والدورات التدريبية المصاحبة والمحاضرات، حتى لا يقتصر المعرض على فكرة البيع والشراء، فكل ما سبق يخلق جواً ثقافياً شاملاً".
ويرى أستاذ الإعلام في جامعة قطر، ربيعة بن صباح الكواري، أن "المعرض فرصة لاقتناء الكتب والاطلاع على أحدث وأهم الإصدارات". ويقترح الكواري أن "تتواصل الفعاليات المصاحبة للمعرض في الفترتين الصباحية والمسائية على مدى أيامه العشرة، لجذب عدد أكبر من الجمهور، على ألا تقتصر هذه الفعاليات على الندوات فقط، فيمكن أن تكون هناك شاشات عرض تقدم مواد فيلمية حول الكتاب والأدباء القطريين والعرب والأجانب، تتحدّث حول إنتاجاتهم وإصداراتهم الأخيرة".
تشارك أيضاً في المعرض "جائزة كتارا للرواية العربية" بجناح خاص بها، تقدّم فيه عدداً من الفعاليات، إضافة إلى عرض إصدارات الجائزة خلال الأعوام الماضية. عن هذه المشاركة، تحدّث المشرف العام على الجائزة، خالد السيد، لـ"العربي الجديد" قائلاً: "إن الجائزة ستنظم يومياً ورشة حول فن كتابة الرواية يشرف عليها الروائي السوداني أمير تاج السر"، وأضاف "الجائزة ستستضيف في المعرض الفائزين الخمسة بجائزة الرواية غير المنشورة في الدورة الأخيرة، حيث سيوقعون رواياتهم".
وأشار السيد إلى أن جائزة كتارا ستوقّع أيضاً اتفاقية مع دار نشر عربية أو أكثر من المتواجدة في المعرض لإعادة طباعة وتوزيع الروايات الفائزة في الدورة الأولى من الجائزة، كما ستشتري العديد من إصدارات الروايات العربية التي لا تتوفّر في مكتبتها.
المرور من السعر
كثيراً ما يدور الجدل في أوساط المثقفين حول مسألة "الكتاب الورقي" ومخاوف انقراضه، في ظل ظهور أشكال جديدة من الكتاب بفضل التكنولوجيا. هذه الوضعية حوّلت من جهةٍ مادة القراءة إلى حالة من الوفرة الكبرى، ومن أخرى جعلت حجم إنتاج الكتب يتقلّص، لذا فإن الإنقاذ اليوم يمرّ من خلال سياسات تساهم في الترويج له باعتباره بضاعة ينبغي أن تفرض نفسها. وككل بضاعة يظل العامل الأساسي في فرض وجوده هو السعر.