في ظلّ ندرة مشاريع الترجمة العربية القائمة على خطط ثابتة وعمل مؤسّساتي متين، يظلّ المترجم وذوقه المحرّك الرئيسي في عملية نقل المعارف إلى لغتنا.
كان الكاتب المصري فخري لبيب (1928 – 2016) الذي رحل عن عالمنا اليوم، أحد هؤلاء المترجمين الذين اجتهدوا من أجل تقديم ما يراه مناسباً من آداب العالم وأفكاره ونقله إلى العربية. وفي المحصّلة غطّت صفة المترجم على كونه كاتباً أيضاً.
من أبرز ما قدّمه لبيب ترجمته لـ "رباعية الإسكندرية" للروائي البريطاني لورانس داريل، والذي بدا وأنه يعيدها إلى فضائها الأصلي بأجزائها الأربعة: "جاستين" و"بالتزار" و"ماونت أوليف" و"كليا".
وفي الرواية، ترجم لبيب أيضاً أعمالاً لافتة أخرى مثل "عريان بين الذئاب" للكاتب الألماني برونو أبيتز و"رب الأشياء الصغيرة" للكاتبة الهندية أرونداتي روي.
ركّز الراحل في السنوت الأخيرة على ترجمة الكتب الحضارية والسياسية، حيث نقل أعمالاً مثل "ضحايا التنمية.. المقاومة والبدائل" لـ جيرمي سيبروك، و"اضطراب في الشرق الأوسط" لـ بيرش بيربروغلو، و"أمة مارقة.. الأحادية الأميركية وفشل النوايا الحسنة" لـ كلايد بريستوورز.
على مستوى التأليف، قدّم لبيب أعمالاً منها "الشيوعيون وعبد الناصر" في جزئين، و"المشوار" وهو كتاب في السيرة الذاتية، إضافة إلى مجموعتين قصصيّتين هما "الأيدي الخضراء" و"كنز الدخان".