يمكن متابعة مؤشرات عدّة قبيل الإعلان عن نتائج الدورة الثانية من "جائزة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للترجمة والتفاهم الدولي" في الثالث عشر من كانون الأول/ ديسمبر الجاري في الدوحة، إذ بلغ عدد الذين قُبلت ترشيحاتهم لنيل لجائزة هذا العام 91 متنافساً بين أفراد ومؤسسات من 16 بلداً عربياً وأجنبياً، وهي: إسبانيا ومصر والمغرب وقطر ولبنان وتونس وفلسطين والعراق والمملكة المتحدة وعُمان والولايات المتحدة والسودان والأردن وسورية والسعودية والكويت، وتقارب هذه الحصيلة عدد ممن قُبلت ترشيحاتهم في الدورة الأولى.
المستشار الإعلامي للجائزة، الأكاديمية حنان فياض، قالت لـ "العربي الجديد"، إن "مجلس أمناء الجائزة اختار لهذه الدورة اللغة الإسبانية للترجمة منها وإليها، باعتبارها لغة جزء كبير من العالم الثالث في الأميركتين؛ الجنوبية والوسطى، بالإضافة إلى إسبانيا"، موضحة "أن الجائزة تهدف إلى إفساح المجال للغات دول ما يسمّى العالم الثالث، وتشجيع الترجمة والمترجمين من هذه اللغات التي لا تلقى الدعم الكافي".
تشجّع الجائزة عمليات المثاقفة بين العربية والاسبانية، عبر فعاليات الترجمة والتعريب، ما يؤدي إلى تأصيل ثقافة المعرفة والحوار، وتنمية التفاهم الدولي، بحسب فياض التي أشارت إلى أن اللغة العربية في الأندلس والتراث العربي فيها لعبا دوراً في تشكيل الهوية الإسبانية. لذا كانت فكرة التركيز على العلاقات الثقافية بين العالمين العربي والناطق بالإسبانية.
للجائزة خمسة فروع، منها الترجمة من العربية إلى الإنكليزية، ومن الإنكليزية إلى العربية، وهذان الفرعان ثابتان، نظراً لما يؤلَّف من كتب الإنكليزية، وهناك فرعان آخران يتعلّقان بالترجمة بين العربية ولغة أجنبية أخرى تتغيّر سنوياً.
ولفتت فياض إلى أن من يلقي نظرة سريعة على ما يُترجم الى اللغة العربية، يجد أن أكثر هذه الترجمات هي عن الإنكليزية حتى في البلدان العربية التي تسود فيها لغاتٌ أخرى كالفرنسية. لذلك جاء قرار الجائزة تخصيص فرعين سنوياً للترجمة بين الانكليزية والعربية.
الجائزة قبلت في دورتها الثانية الترشيحات في العلوم الإنسانية والاجتماعية، وهي تُشجّع المترجمين على تقديم أعمالهم، في المجالات كافّة، من علم الاجتماع والأنثروبولوجيا والسياسة والتاريخ إلى الأديان والنقد الأدبي والرواية والشعر والمسرح والفلسفة.
وكانت الجائزة قد أختارت التركية لغةً ثانية في الدورة الأولى، في فترةٍ يزداد فيها الاهتمام بتدريس العربية في تركيا، حتى أن اللغة العربية أصبحت أكثر لغة أجنبية يتعلّمها التلاميذ الأتراك في مدارسهم، وفق فياض.
وفاز في فئة الترجمة من العربية إلى التركية محمد جليك عن ترجمته كتاب محمد عابد الجابري "العقل الأخلاقي العربي"، وكذلك عثمان كومان عن ترجمته "دلائل الإعجاز" لـ عبد القاهر الجرجاني، وعمر توركر عن ترجمته "شرح المواقف" لـ الشريف الجرجاني. وفي الترجمة من التركية إلى العربية، فاز فاضل بيّات، عن مجموعة "البلاد العربية في الوثائق العثمانية"، وعبد القادر عبد اللي، عن ترجمته رواية أحمد حمدي طانبنار "طمأنينة"، وصفوان الشلبي، عن ترجمته المجموعة القصصية، "لا وجود لما يدعى بالغد"، لعدّة مؤلفين.
يُذكر أن "جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي" تأسّست في قطر، عام 2015، بالتعاون مع "منتدى العلاقات العربية والدولية"، وهي جائزة عالمية التوجه يُشرف عليها مجلس أمناء مستقل، ولجان تحكيم مهنية. وتُمنح سنوياً للمترجمين؛ الأفراد ودور النشر والمؤسسات الثقافية المهتمّة بنقل المعارف والعلوم الإنسانية والاجتماعية من اللغة العربية وإليها.
تتوزّع الجائزة الفئات الخمس: الترجمة من العربية إلى الإنكليزية، والترجمة من الإنكليزية إلى العربية، الترجمة من العربية إلى إحدى اللغات الأجنبية الأخرى، والترجمة من إحدى اللغات الأجنبية الأخرى إلى اللغة العربية، وجائزة الإنجاز، وتمنح تقديراً لأعمال قام بها فرد أو مؤسسة، وأسهمت في بناء ثقافة السلام وإشاعة التفاهم الدولي.
تبلغ قيمة الجائزة مليون دولار أميركي، وتتوزع على الفئات الخمس، قيمة كل منها 200 ألف دولار، ويحصل الفائز بالمركز الأول على 100 ألف دولار، والثاني على 60 ألف دولار، والثالث على 40 ألف دولار. أما جائزة الإنجاز (200 ألف دولار) فلا تقسّم، وتمنح دفعة واحدة إلى شخص واحد أو مؤسسة بعينها.