تتواصل في تونس العاصمة، حتّى الـ 24 من نيسان/ أبريل الجاري، فعاليات الدورة العاشرة من "وثائقيات تونس"، بمشاركة عشرين فيلماً وثائقياً من بلدان عربية وأجنبية.
افتُتحت التظاهرة، أوّل أمس الأربعاء في "قاعة الفن الرابع"، بالفيلم الإيطالي "نار في البحر" (108 دقائق) للمخرج جيانفرانكو روسي، الذي يطرح فيه مسألة المهاجرين "غير القانونيين" في جزيرة لامبيدوزا.
يتتبّع الفيلم رحلة مهاجرين من بينهم أطفال، وهم يعبرون البحر المتوسّط إلى شواطئ أوروبا بحثاً عن حياة أفضل، وما يتخلّلها من حوادث مريعة ولحظات إنسانية عصيبة، ويرصد يومياتهم في الجزيرة المتوسّطية التي يقطنها سّتة آلاف ساكن.
قضى روسي، الذي أهدى فيلمه إلى أرواح من قضوا في "رحلات الموت"، قرابة ستّة أشهر في الجزيرة الإيطالية من أجل إنجاز الفيلم الذي صدر هذا العام وحاز جائزة "الدب الذهبي" في الدورة الأخيرة من "مهرجان برلين السينمائي".
من الأفلام الأخرى المبرمجة ضمن التظاهرة: "مراسل حرب" لـ أمين بوخريص، و"رحيل" لـ عدنان الشواشي، و"الصفر" لـ نضال شطا، و"عنّا وجه ربي" لـ بهرام علوي، و"كبران" لـ شرف الدين الفرجاني، وكلّها أعمال تونسية.
أمّا الأفلام الأجنبية، فنذكر من بينها: "ملح الأرض" لـ ويم ويندر، و"فطيمة" لـ فيليب فوكون، و"على طريق المدرسة" لـ باسكال بيسون من فرنسا، و"الثلج والسماء" لـ كريستال موزال"، و"الرجل الذي يُصلح النساء" لـ تييري ميشيل وكوليت برايكمان من بلجيكا، و"ماء الفضّة" للسوريين أسامة محمد ووئام سيماف بدرخان.
إضافةً إلى "قاعة الفن الرابع"، تمتدّ العروض إلى قاعات أخرى في عدد من المدن التونسية؛ مثل منزل بورقيبة وبنزرت وسيدي بوزيد والقيروان.
تستعيد التظاهرةُ السينمائي التونسي روح الجيلاني قوبنطيني الذي يوصف بـ "أب قاعات السينما في تونس"، والسينمائية الإيطالية أنا مارى لوتشيوني التي عُرفت بسينما ملتزمة بقضايا المتوسّط وبدفاعها عن السينما المستقلّة.