تحوّلت المسألة السورية إلى قضية إنسانية، حيث تتداخل بقضايا الحريات والحروب والمساواة واللجوء وغيرها. طبعاً لا يمكن أن لا يعكس الفن، وخصوصاً السوري منه، هذا الوضع في مرآته. لكن، هل بات ممكناً مع الأزمة الأخيرة التعرّف على ملامح "فن سوري في الشتات"، وهل هو امتداد لفن نشأ في أرضه ثم غاردها مع الحرب، أم أنه نشأ في بلاد اللجوء؟
تحضر هذه الأسئلة وغيرها اليوم في التظاهرة التي تُقام في "غاليري بول زيبن" في العاصمة النمساوية فيينا بعنوان "دياسبورا الفن السوري"، والتي يديرها الناقد الفني كورت نويهولد، بحضور فنانَين سوريَّين هما عادل داود ومروى سارة، كما تشارك في النقاش الفنانة التشكيلية التركية حنا ليزا كونييك.
التظاهرة تقدّم أيضاً مجموعة أعمال لعدد من الفنانين السوريين الذين استقروا خلال السنوات الأخيرة في مدن أوروبا. وسيكون حديث المشاركين بالأساس حول التطوّرات التي شهدتها اللوحة السورية في السنوات الأخيرة.
لعل من المشاغل التي يشترك فيها الفنانون السوريون هي تأمين حياتهم التي تبدو هشّة في إطار سياسات الهجرة غير الواضحة التي تتبعها الأنظمة الأوروبية اليوم، وهذا سؤال محوري في تظاهرة "دياسبورا الفن السوري"، إضافة إلى إشكالية التصنيف، حيث أن جزءاً من الفنانين السوريين يفضّلون توصيف "الفنان اللاجئ"، بينما يفضّل آخرون "الفنان المهاجر".