قد يصح القول بأن الحديث عن ربط الفنون والفعاليات الثقافية بالدعوات إلى "السلام العالمي" بات يبدو حديثاً ممجوجاً، وبالنسبة للبعض مغشوشاً، في ظل تناقض هذا الخطاب مع الواقع، وبقاء العلاقات شمال – جنوب على ما هي عليه من التفاوت.
لا تمنع وجهة النظر هذه من أن يظل الفن فرصة للدعوة إلى السلام، وهو ما نلمسه في معظم المهرجانات، سواء سينمائية أو أدبية أو غيرها، وكما هو الحال أيضاً في مجال الفنون البصرية مع "مهرجان شفشاون الدولي للتصوير الفوتوغرافي" الذي يقيم اليوم ندوة دولية بعنوان "دور الفوتوغرافيا في نشر السلام" في "مركّب محمد السادس" في شفشاون.
يشارك في الندوة مصوّرون فوتوغرافيّون وباحثون في الصورة من جنسيات مختلفة، هم أديب العاني رئيس "اتحاد المصوّرين العرب"، والباحث والمصٍّور المغربي جعفر عاقل الذي سيتحدّث عن توظيفات تطوّر التصوير الفوتوغرافي فنياً في القضايا العادلة، أما الفنان الإسباني ريموند مونيرو فسيتناول واقع الفن الفوتوغرافي في إسبانيا من زاوية المؤسسات باعتبار عمله في "الكونفدرالية الإسبانية للمصوّرين"، فيما يتحدث المصوّر الأردني يحيى مساد عن تجربته في إدارة مجلة "المواهب العربية" المتخصّصة في التصوير الفوتوغرافي. يدير النقاش الكاتب المغربي عبد الجواد الخليفي.
لعل هذا التنوّع في الجنسيات وزوايا النظر يخدم فكرة الندوة، حيث تقترح أنموذجاً للحوار الصحي الذي ينبغي أن يقوم عليه السلام في العالم، بعيداً عن منطق القوة والمؤامرة المهيمن، خصوصاً وأن الصورة الفوتوغرافية بالذات لها قدرة مواجهة التناقض بين الخطاب المطروح والواقع.