يواجه المشتغلون على الموسيقى العربية، وخصوصاً العازفين منهم على آلة العود، تحديّاً بارزاً يتمثّل بندرة مشاريع التجديد تقنياً وأسلوبياً برغم المساحات التي تمنحها خلافاً لموسيقى شعوب أخرى، وهو ما يمكّن تفسيره من زاوية إشكاليات تتصل بواقع الثقافة والهوية في مجتمعاتنا، أكثر من كونها مسألة ترتبط بإمكانيات هذا الشكل الفني.
تحديّات العود، التي تشترك معنا في مواجهتها ثقافات تركية وإيرانية وهندية وأرمنية وغيرها، لا تغيب عن "المهرجان الدولي للعود"، الذي يستعد مسرح "إسبانيول" في مدينة تطوان المغربية لاستقبال دورته الثامنة عشرة في 12 أيار/ مايو الجاري وتستمر حتى 15 من الشهر نفسه، بمشاركة فرقٍ وعازفين من 11 بلداً.
يحتفي المهرجان هذا العام بسلطنة عمان كضيف شرف، ويُكّرم الملحن المغربي عزّ الدين منتصر لمساهمته في إثراء المكتبة الموسيقية المغربية، كما تُمنح "جائزة الزرياب للمهارات" لـ ثلاثي جبران من فلسطين، لـ "مزاوجتهم بين التراث الموسيقي العربي وروح المعاصرة"، حيث يُعرض فيلم وثائقي عن تجربتهم، وفق بيان المنظّمين.
يشتمل البرنامج على عرض "ماستر كلاس" في العزف على العود يقدّمه الفنان الأردني علاء شاهين، بالإضافة إلى لقاءات مفتوحة مع المشاركين، وعروضٍ موسيقية لـ "الجمعية العُمانية لهواة العود"، و"ثلاثي كرفان" و"مجموعة يوسف المدني" و"مجموعة علاء زويتن" من المغرب، والفنان الإماراتي علي عبيد، و"مجموعة عمر بشير" من العراق"، و"مجموعة تيلي تورنلار" من تركيا، و"ثنائي بشير ومحمد الغربي" من تونس. وستكون هناك مشاركة نسائية، للمرة الأولى في مسيرة المهرجان، لـ "مجموعة نساء بحر قزوين" من أذربيجان"، و"مجموعة نوريانا العالمية" التي تضم عازفات من سويسرا والهند وأفغانستان.
ويُفتتح على هامش المهرجان المعرض التشكيلي للفنان محمد بابا، ومعرض جماعي لفنانين تشكيليين من تطوان، هم: محمد الشويخ وفاطمة العسري وسناء دانون وحميد العلوي ويوسف التونسي العزواني ونجيب السملالي.
يذكر أن "المهرجان الدولي للعود" يعدّ إحدى التظاهرات الفنية المعدودة التي تحتفي بآلة تجاوز عمرها 5000 آلاف عامٍ، ويلفت القائمون عليه إلى محدودية موازنته المخصصة له كل عام.