الحداثة لم تكن لتهجر الطبيعة تماماً، وإنما غيّرت النظر إليها، فلم تعد ذلك الفضاء المنزوي بل صارت تمثلاً في ذهن وروح الفنانين، وربما توسّع مفهومها إلى "العالم" بأسره أو قطعة منه تختزله.
العلاقة بين "الفنان والعالم" ذلك هو المحور الذي اشتغل عليه الفنان الفوتوغرافي المغربي يونس رحمون منذ فترة. بداية من اليوم، تقدّم أعمال هذا المشروع في غاليري "لابارتمان 22" في الرباط، في معرض بعنوان "من البحر إلى المحيط" حيث يفتتح في التاسعة مساءً، ويتواصل حتى منتصف أيلول/ سبتمبر المقبل. سيكون الافتتاح بحضور المصوّر في لقاء مفتوح يديره عبد الله كرّوم.
"من البحر إلى المحيط" هو قطعة من العالم يسائلها رحمون بمفرداته؛ إنها جزء من خارطة بلاده تفتح على البحر الأبيض المتوسط (منطقة الريف) وصولاً إلى شواطئ الأطلسي (العواصم المغربية).
العناصر المكوّنة لصور رحمون في هذا المشروع، هي لحظات/ لقطات لتفاعل ثلاثي: الطبيعة والسكّان والفنان، حيث أن طبيعة المكان باتت مثلها مثل ذهنيات السكان تعيش تغيّرات متلاحقة، يحاول أن يعكسها المصوّر من خلال متغيّرات التقنيات والتصورات الفنية الحديثة.
المعرض يتيح، كما يشير بيان تقديمه، دراسات لعدد من الصور التي التقطها رحمون، شبيهة بتلك الدراسات التي يضعها المصممون أو النحّاتون وهم ينجون أعمالهم.