المسرحية مقتبسة عن رواية الناقد والروائي المغربي محمد برادة "بعيداً عن الضوضاء قريباً من السكات"، وهي من إخراج المسرحي بوسلهام الضعيف وسينوغرافيا أمين بودريقة وتمثيل وسيلة صابحي وزينب الناجم وسعيد الهراسي ورشيد العدواني.
تُسائل المسرحية التاريخ المغربي الحديث، وتبحث في الدواعي السياسية التي شكّلته منذ مرحلة الاستعمار إلى اليوم. ركّز النص الدرامي على حقبتين؛ المرحلة التي تلت استقلال المغرب ثم المغرب الراهن.
يبني الفريق المسرحي العرض من خلال عائلة نتعرّف من خلال مسار حياتها على "تراجيديا" تشكل المغرب المعاصر بلغة انتقادية واحتجاجية، تسمّي الأشياء كما هي. ورغم رهان بناء "كل شيء عن أبي" على الحكي طوال العرض، إلا أنه لم يسقط في مطب "الملل" ولا تلك "النبرة الخطابية"، بل ظلّ ينساب عبر نفس الحركة الزمنية بين الشخصيات.
لا يذهب العرض إلى "التاريخ" كأحداث ووقائع وتفاصيل وشعارات، بل يتجه الى التفاصيل الحميمية وكأن المخرج يحوّل التفاصيل الخاصة إلى مرآة لأسئلة جيل جديد يرى الراهن من خلال الماضي، فالحاضر هو التاريخ. وهذا الأخير ليس هدفاً مركزياً في المسرحية، ولا حتى "قطيعة" معه.
يتواصل المهرجان حتى 19 من الشهر الجاري، وقد تمّ أمس توزيع جائزة "التأليف للنص المسرحي الموجّه للكبار"، فذهبت الجائزة الأولى للكاتب المسرحي الأردني هزاع البراري عن نصّه "زمن اليباب"، والثانية للكاتب المصري سعيد حامد شحاته "أريد رأسي"، فيما قررت لجنة التحكيم أن تكون الجائزة الثالثة مناصفة بين الكاتب الليبي البوصيري عبد الله عن نصه "آلهة العرب" والكاتب المصري محمود القليني بنصه المسرحي "غائب لا يعود".
كما وُزّعت جوائز "المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي" وحصل الباحث المغربي عبد المجيد أهرى على الجائزة الأولى عن بحثه "المسرح الجديد من تحلل نظرية الدراما إلى تشكيل جماليات ما بعد الدراما". وذهبت الجائزة الثانية إلى المغربي عادل القريب عن "المسرح العربي من الإقصاء الشمولي للآخر الى فضاء الهجنة"، فيما حازت الباحثة المغربية أمل بنويس الجائزة الثالثة عن بحثها "المسرح والحداثة المفقودة".