يعقب العروض لقاءات مفتوحة تتناول السياق الاجتماعي والسياسي الذي أُنتجت خلاله هذه الأعمال بدءاً من الستينيات، حيث اتسمت غالبيتها بطابعها الوطني الملتزم، وتقديمها قضايا تتعلّق بحرب التحرير ضد الاستعمار الفرنسي والاستقلال، كما تناقش آليات ترميم ورقمنة الأرشيف السينمائي الجزائري.
تجري عمليات حفظ الأرشيف ضمن برنامج "دعم حماية وتثمين التراث الثقافي" لدى وزارة الثقافة، والتي تسعى إلى إعداد مشروع خاص لحماية التراث السينمائي من خلال الذاكرة الفيلمية، بالتزامن مع تطبيق سياسة وطنية في مجال حماية التراث السمعي والبصري.
من المعروف أن هنالك عشرات الأعمال التي لا تزال تنتظر ترميمها، وكانت التقديرات قبل سنوات قليلة تلفت إلى تضرّر قرابة ربع الأرشيف بسبب عدم توفر المحيط الملائم لإبقائه صالحاً لمدة طويلة، مع الإشارة إلى أن عمليات الحفظ يقوم بها خبراء من بلدان أوروبية، إضافة إلى عدم توفر مخابر متخصّصة، ناهيك عن المطالبات الدائمة باسترجاع جزء كبير منه موجود بحوزة الدولة الفرنسية منذ زمن الاستعمار.
افتتحت التظاهرة بعرض فيلم "تحيا يا ديدو" (1971) لـ محمد زينات، الذي استند فيه إلى نصوص شعرية بالدارجة الجزائرية، ويروي قصة سائح فرنسي يعود إلى الجزائر ليلتقي صدفة في مقهى أحد الذين عذبّهم إبان احتلال فرنسا للبلاد، فيرتعد خوفاً من نظرات الجزائري الذي يطيل التحديق فيه، ليكتشف في النهاية أنه فقد بصره من التعذيب.
من الأفلام التي تُعرض أيضاً: "دورية نحو الشرق" (1971) لـ عمار العسكري، و"ليلى وأخواتها" (1977) لـ سيدي علي مازيف، "بني هندل" (1976) لـ محمد نذير عزيزي، و"عطلة المفتش الطاهر" (1972) لـ موسى حداد، و"المنطقة المحرمة" (1972) لـ أحمد علام، و"القلعة" (1987) لـ محمد شويخ، و"أبناء الريح" (1975) لـ إبراهيم تساكي، و"فجر المعذبين" (1965) لـ أحمد راشدي، و"عمر قتلاتو الرجلة" (1976) لـ مرزاق علوش.