في معرضه "تحوّلات" الذي يُفتتح عند السادسة من مساء اليوم الأحد في "غاليري المشرق" في عمّان، ويتواصل حتى 19 من الشهر الجاري، يذهب الفنان إلى تناول عملية التخلّق البشري (Evolution) عبر تتبّع ملامح حية لمراحل "التحوّل من إنسان"؛ أي "معاينة الشكّل العضوي في طوّر تحوّله"، كما يوضّح محاسنة في حديثه لـ"العربي الجديد".
ثلاثون عملاً بين منحوتة ولوحة من زيت على قماش استغرق العمل عليها سنة كاملة، حيث تعرض الأعمال النحتية حالات التحوّل لكائنات غير متكملة ضمن امتداداتها الحيوانية والنباتية والبشرية وكذلك في الأشياء الجامدة، فتظهر أشكال فئران وطيور وأشجار لكنها تمتلك بشرة آدمية حتى في عمل "المائدة" الذي يتكوّن من منضدة بملامح أمومية تحتضن مقاعد (كأبناء لها) تمتلك جميعها جلداً بشرياً، وهي تحيل إلى إشكالية تبدّل وظيفة الأشياء وتغيرّها ضمن مسار تحوّلات الشكل العضوي.
يشير محاسنة إلى أن "كائناته تصدم المتلقّي لكنه سيشعر بنوع من التعاطف/ الرثاء حيث تمتلك عيوناً إنسية تتضاد مع بقية ملامحها وجسدها الذي لا يزال في مرحلة التكوين، كما في عمل "قطيع لغوي" الذي يضمّ 26 منحوتة صغيرة لكائنات مفتوحة العينين تسير خلف أمها المغمضة في إشارة إلى اللغة التي غدت أداة تضليل أكثر من أداة تدليل".
أما الرسومات فجميعها بورتريهات ذات عيونٍ إنسية أيضاً لكن الأجزاء الأخرى تعكس حالة أقرب إلى فوضى بصرية، حيث الضربات العنيفة بالسكين تجعل المشاهد يلاحقها بنظره ليعود إلى العينين مرة أخرى، في مقاربة لثنائية الحركة والسكون التي تخلّف توتراً يبتدئ من العين ويعود إليها بوصفها مركز الحركة.
يُذكر أن بدر محاسنة فنان أردني من مواليد مدينة جرش عام 1977. أقام عشرة معارض فردية وشارك في معارض جماعية في السويد والبحرين وإيطاليا ولبنان والولايات المتحدة، إضافة إلى الأردن.