العروض تنطلق عند السابعة من مساء يومي التاسع والعاشر من الشهر الجاري، حيث تؤدي الفرقة التي تحمل اسم مؤسسها "إيغور موسييف"، لوحات من عرض ضخم يقوم على "رقص الشخصيات"؛ فن ابتكره الفنان الأوكراني، حيث كان منشغلاً بتحويل الرقصات التقليدية في أنحاء روسيا وبعض أوروبا إلى أعمال مسرحية يؤديها راقصو الباليه.
كان موسييف راقصاً شاباً في باليه الـ "بولوشوي"، حين قرر السفر على قدميه أحياناً أو على ظهر حصان أحياناً أخرى لمتابعة بحثه وشغفه في استكشاف الرقصات المحلية والشعبية في بلاد القوقاز، تنقل من المدن إلى القرى البعيدة والبلدات النائية المجهولة، كان هذا التجوال قد بدأ عام 1937 وانتهى بعد عدة سنوات لتكون نتيجته تصميم مسرحيات باليه تقوم رقصاتها على مزج الرقصات الشعبية المعروفة والمجهولة.
موسييف الذي كان يؤدي رقصات المسيرات في الساحة الحمراء، ظل يرأس فرقته حتى رحيله وكان قد تجاوز المئة عام، متنقلاً بعروضها في العالم، وها هي الفرقة ما زالت تتنقل باللوحات نفسها التي رسمها.
يصل عدد الراقصين في عروض موسييف إلى خمسين راقصاً (بعض العروض وصل إلى 200 راقص) مدربين في الأساس على الباليه، يقفون على رؤوس أصابعهم حتى وهم يؤدّون رقصات تقليدية شعبية من بلاد الاتحاد السوفييتي سابقاً، مقدمين رقصاً سردياً يخبر الحكايات الشعبية أيضاً ولا يؤديها فقط.
تعيش هذه الفرقة على كنز الموروث الشعبي وتحديثه، المهمة التي أنجزها موسييف والتي دمجت أصغر الحركات والأساليب والمفردات التعبيرية المختلفة المنابت والجذور في العمل الواحد؛ سنجد حركات البالية التتابعية القصيرة، والحركات الكبيرة المنزلقة على الطريقة القوقازية، والمشي والكعب يلامس الكعب كما في الرقصات الشركسية، والقفز في دوائر بخفة والرقص بالجسد كاملاً على الطريقة الروسية، يوحّد الراقصون أقواس الظهور وميلان الأكتاف وقفزات الأرجل بقوة واندفاع مشترك.
هذه الموجة القوية على المسرح، جعلت النقاد يصفون موسييف بأنه يقدم مجموعة شرسة من الراقصين على الخشبة يجمعون أصالة الرقص الشعبي وحيوية المسرح والباليه، من ذلك عمله الشهير بعد نهاية الحرب العالمية الثانية والذي ظهر فيه الراقصون كمجموعة من البحارة الذي شكلوا كتلة واحدة تتحرك كما لو كانت موجة مخيفة ستبتلع الجمهور على المسرح؛ في هذا العرض بالذات أدخل المصمم الرقص المصري واليوناني والإسباني في صميم حركات الراقصين.
يذكر أن الفرقة تكونت بعد عمل موسييف المستمر في عروض مسيرات أكروباتيكية كانت تعبر الساحة الحمراء في موسكو في الثلاثينيات، وفي العام 1936 خطرت له فكرة تكوينها ومنذ ذلك الوقت وهي تحمل اسمه، المفارقة أن موسييف الذي كان يجمع الرقصات الشعبية، تحولت بعض الأساليب التي صممها إلى رقصات شعبية قائمة بذاتها، من ذلك الرقصة التي أصبحت تعرف اليوم بـ "بولبا" وتؤدى في بيلاروسيا.
من جهة أخرى، يشار إلى أن العروض على خشبة "دار الأوبرا السلطانية" تتضمن؛ "الرقص الروسي في الصيف" ورقصة الـ "كالميك"، والـ "تاتروشكا"، والرقص المولدافي، إلى جانب لوحات بعناوين مختلفة من بينها "كرة القدم"، و"رقصة الغجر"، و"التارانتيلا الصقلية"، و"الرقص الأوزبكي"، و"رقص الكاوبوي الأرجنتيني"، "الرقص المكسيكي"، و"جناح البحرية".