أعلن اليوم في لندن عن نتائج "جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة"، التي يمنحها مشروع "ارتياد الآفاق" بـ"المركز العربي للأدب الجغرافي".
فاز بالجائزة في دورتها المزدوجة هذه (13 و14) لعامي 2017 و2018 على التوالي، أحد عشر فائزاً من كل من مصر وتونس والأردن وسورية والمغرب. ففي فئة "النصوص الرحلية المحققة" فاز كل من ذي المهدي الغالي (المغرب) عن "الرحلة الناصرية الكبرى 1782" لمحمد بن عبد السلام الناصري التمكروتي، وعز المغرب معنينو (المغرب) عن "رحلة حاج مغربي في زمن الحماية الفرنسية 1930" لـإدريس بن محمد بن إدريس الجعيدي السلوي، وسليمان القرشي (المغرب) عن "من المغرب إلى الحجاز عبر أوروبا 1857" لمحمد الغيغائي العمري الوريكي، و تيسير خلف (سورية) عن"من دمشق إلى شيكاغو رحلة أبي الخليل القباني إلى أميركا 1893".
وفي فرع "الرحلة المعاصرة - سندباد الجديد"، فاز أمير العمري (مصر) عن عمله "العالم في حقيبة سفر"، كما تبنت الجائزة في هذا الفرع طبع مجموعة من الأعمال المنوّه بها، ومنها مخطوطا: طارق ابراهيم حسان (مصر) "سيرة مسافر - رحلة إلى شرق السعودية"، وعبد الله صديق (المغرب) "طَبَقُ الغُمُوضِ الجَمِيلِ - أيام في لبنان".
وعن فئة "اليوميات"، فاز التونسي كمال الرياحي عن عمله "واحد صفر للقتيل - يوميّات جزائرية". كما تبنت الجائزة طبع: "بيت النقب" لسوزان الفرا من فلسطين.
وفي فئة الدراسات فاز المغربيان أحمد بوغلا عن "الرحلة الأندلسية"، وعبد النبي ذاكر عن "المغرب والغرب – نظرات متقاطعة"، والأردنية رشأ الخطيب عن "في سيرة أحمد بن قاسم الحجري الأندلسي (أفوقاي).. المترجم والرحالة والسفير".
وفي فرع الترجمة، فاز المغاربيان عبد الرحيم حزل عن ترجمته لـ"النجمة والصليب والهلال - رحلة إلى الأراضي المقدسة" لريجيس دوبريه، ورشيد اركيلة عن "رحلة ناصر الدين شاه إلى أوروبا 1873"، والإيرانية مريم حيدري عن "يومياتي - ذكريات تاج السلطنة - ابنة ناصر الدين شاه القاجاري 1914-1016". كما تبنت الجائزة طبع: "اثنتا عشرة سنة من الاستعباد- رحلة مِحَن أسِيرة هُولَندية في بِلاد المغرب (1731-1743) لماريا تير ميتلن، بترجمة للمغربي بوشعيب الساوري، و"رائحة البارود (في طريق احتلال الجنوب المغربي مع طابور مانجان 1912-1913)" لتشارلز جوزف الكساندر كورنيه، بترجمة المغربي محمد ناجي بن عمر.
الجائزة التي يشرف عليها الشاعر نوري الجرّاح ويرعاها الشاعر محمد أحمد السويدي، تكوّنت لجنة التحكيم في دورتها هذه من كل من: خلدون الشمعة، وعبد الرحمن بسيسو، ومفيد نجم، ووليد علاء الدين، والطائع الحداوي. و"بلغ عدد المخطوطات المشاركة 64 مخطوطاً جاءت من 12 بلدا عربياً" توزعت على جميع الفئات.
انطلقت "جائزة ابن بطوطة" مطلع عام 2003، و"تُمنح سنوياً لأفضل الأعمال المحققة والمكتوبة في أدب الرحلة، وجاءت انسجاماً مع طموحات الدار في إحياء الاهتمام العربي بالأدب الجغرافي" كما يقول بيان الإعلان عن الجائزة.
وتصدر الأعمال الفائزة عن "دار السويدي" في سلاسل "ارتياد الآفاق" للرحلة المحققة، وسلسلة "سندباد الجديد" للرحلة المعاصرة، وسلسلة "اليوميات"، وسلسلة "دراسات في الأدب الجغرافي"، بالتعاون مع "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" في بيروت. "أما الرحلة المترجمة والأعمال المنوه بها من قبل لجنة الجائزة من يوميات ورحلات فتنشر بالتعاون مع "دار المتوسط" في ميلانو".
ومن المرتقب أن توزع الجوائز في احتفالين متعاقبين يقامان في النصف الأول من العام القادم (2018)، في معرضي الدار البيضاء للكتاب بالمغرب وأبوظبي للكتاب في الإمارات. وسيشهد المعرضان تنظيم ندوة موازية يشارك فيها الفائزون والمحكمون تحت عنوان: "الرحلة العربية في ألف عام"، من محاورها: "الرحلة من المغرب وإليه"، و"رحلات الحج المغربية والرحلة المغربية إلى المشرق"، و"الرحالة الأوروبيين إلى مشرق العالم العربي ومغربه"، و"الرحلة العربية إلى أوروبا: أسماء وعلامات وتجارب"، و"الرحلة المعاصرة/ الرحالة شاعراً وأديباً: اختلاف اللغة وتعدد الرؤى والتطلعات"، و"الملامح الجديدة في أدب اليوميات في الثقافة العربية المعاصرة"، و"التطور الحاصل في مناهج دراسة أدب الرحلة العربي".
ويرى الشاعر محمد أحمد السويدي أن "نتائج هذا العام مميزة، ويمكن أن أشير إلى أننا شهدنا إقبالاً على ترجمة نصوص مختارة من رحلات ويوميات لكتاب وشخصيات شرقية وغربية ستشكل إضافة إلى مكتبة الرحلة، بما يغني ذائقة القارئ ومعارفه بنصوص تفتح آفاقا أوسع على شبكة التواصل الحضاري بين الثقافات، وتمد بالتالي جسور التفاهم، وتكسر بعضاً من جبال الجليد القائمة بين الثقافة العربية وثقافات العالم".
ويضيف: "أما النصوص الرحلية العربية فتغتني هذا العام بثلاث رحلات حجازية. ما أحوجنا في هذه البرهة العصيبة التي يمر بها العالم العربي إلى ثقافة الحوار والتواصل بين ثقافتنا العربية والثقافات الأخرى، بما يدفع عن العرب تلك التهم الباطلة بالتقوقع والتي تكال لهم جزافاً، فنصوص الرحلة العربية في ديار الآخر إنما تعكس حقيقة الشخصية العربية المعاصرة في تطلعها الحضاري".
ويختم السويدي بالإشارة إلى أن "العام القادم سيشهد انفتاحاً من قبلنا على بعض بلدان آسيا، خصوصا الهند واليابان، فالهند التي ارتبطت ثقافتها بالثقافة العربية، خصصنا لها برنامجاً متكاملاً للطواف في أرجائها من خلال السير عبر عدة مسارات، على خطا شيخ الرحالة العرب ابن بطوطة، سيقوم به أدباء وباحثون عرب وهنود، من جهة أخرى لدينا مخطط للسير على خطا الشاعر الياباني المجيد باشو في اليابان سيشارك فيه أدباء وأكاديميون عرب ويابانيون. وذلك بالكتابة والصورة عبر الوثيقة القديمة والبحث الحديث".
من جهته يرى الشاعر نوري الجراح، المشرف على أعمال "المركز العربي للأدب الجغرافي" (لندن وأبو ظبي)، وندوته العلمية وجائزته السنوية، أن "المؤلفات الفائزة هذا العام تؤكد تطوّر حضور أدب الرحلة ودراساته في الثقافة العربية، بما يكشف باستمرار عن جديد ممتع ومكتنز بالمعارف. وفي الكتب الفائزة هذا العام أعمال تحقق للمرة الأولى، ودراسات تقدّم كشوفاً غير مسبوقة في نصوص الرحلة، وفق مناهج حديثة ورؤى متجددة".
ويضيف الجرّاح: "اللافت هذا العام، أكثر من أي عام مضى رسوخ قدم المغاربة في أرض الكتابة والتحقيق والبحث في أدب الرحلة، وهو أمر ينبّهنا إلى أمرين أولاً: الدور المتعاظم للجائزة ولمشروع "ارتياد الآفاق" في حض الأدباء والدارسين العرب على تطوير البحث والكتابة في هذا المضمار، وثانياً تلك الاستجابة الاستثنائية التي عبرت عنها الأكاديميا المغربية في رفد مكتبة التحقيق والبحث في أدب الرحلة وتطوير صيغ تواصل عملية مع "مشروع ارتياد الآفاق" وجائزة ابن بطوطة".