عشر سنوات بين نقطة التلاقي الأولى والثانية، تحتاج إلى بحث في مسارات الفنّانين المشاركين في المعرض الأول الذي أقيم عام 2007، وفي جزئه الثاني الذي افتتح في الرابع عشر من الشهر الجاري ويستمر حتى الثالث والعشرين منه في "منتدى الروّاد الكبار" في عمّان.
ينطلق معرض "نقطة تلاقي 2" بعد شهر على رحيل الفنان الفلسطيني الأردني محمود طه (1942 -2017)، ليشكّل استعادة لاشتغالاته المتنوّعة على الخزف والصلصال والخط والرسم، في محاولة لتوثيق ذاكرة المخيم ومفرداته وظلّ يحاور طفولته في تجربة امتدّت قرابة نصف قرن.
تُعرض أعمال طه إلى جانب لوحات أبناء جيله الذين اختلفت توّجهاتهم ومعالجاتهم، وهم: النحّات كُرام النمري، والتشكيليين: محمود صادق، ونصر عبد العزيز، وياسر الدويك.
يشتغل النمري (1944) على الحجر والبرونز والخشب في منحوتات تطرح اشتباك الإنسان العربي مع موروثه وعلاقته بأرضه ودلالاتها الفلسفية والجمالية، بينما يذهب الدويك (1940) إلى الرسم والغرافيك بأعمال محتشدة برموز الطبيعة والسجون والمنازل والنوافذ وانعكاساتها في حياة الفلسطينيين.
بدوره، ينشغل عبد العزيز (1944) في تذكّر الحياة اليومية في الريف الفلسطيني، وتمثّل الطقوس الشعبية والسلوكيات الاجتماعية وأنماط العمل والإنتاج، في أعمال تسعى إلى تسجيل الحدث عبر التركيز على الحركة والانفعال بأسلوب درامي.
كما اشتمل المعرض على جلسة نقدية حول تجربة محمود طه، شارك فيها الفنانون: عبد الرؤوف شمعون ورفيق اللحام ومحمد الجالوس وياسر الدويك.