أتى هذا العرض ضمن تظاهرة ينظّمها "المسرح الوطني التونسي" في ألمانيا بالاشتراك مع "مسرح أن دير رور" الألماني، ويتضمّن أيضاً عرض مسرحية "كاوو" لـ حمدة نعمان وجميلة الشيحي، وعرضاً موسيقياً لـ نسرين جابر، إضافة إلى محاضرة تقدّمها الباحثة التونسية آمال القرامي حول "الرّقابة الدّينيّة للفنون في تونس".
تنطلق مسرحية "الخوف" من مشهد صحراوي تهبّ فيه عاصفة رملية، وتطمر الطرقات، فيتوه أفراد مخيّم كشّافة يحتمون بأطلال بناية ويكتشفون أنهم فقدوا فردين منهما. مع نفاذ الماء والطعام، وتزايد الأخطار والخوف، تدبّ الخلافات بين أعضاء المخيّم وتتفتّح الشخصيات على أسوأ ما فيها بين صراعات التسلّط ومحاولة حماية النفس والمصالح، فيتواجهون كأفراد ومجموعات.
ضمن هذه الحبكة يسائل العمل مصير هؤلاء - ومن ورائهم أية مجموعة كانت – في ظل سقوط المعايير التي تعاقدوا عليها ضمن قواعد وأخلاقيات العمل ضمن فريق كشفي واحد في مستوى أوّل ومواضعات الانتماء للبشرية بشكل عام.
العمل من أداء فاطمة بن سعيدان، ورمزي عزيّز، ونعمان حمدة، ولبنى مليكة، بالإضافة إلى أيمن الماجري، نسرين المولهي، أحمد طه حمروني، معين مومني، مروى منّاعي وهم من متخرّجي "مدرسة الممثل" التي أطلقها الجعايبي منذ سنتين. ما يلاحظ هنا مقارنة بـ "العنف" هو غياب جليلة بكّار عن الخشبة في العمل الجديد وحضور رمزي عزيّز ومروى المناعي.