حول تجاوز هذه المقاربات، ينتظم بداية من اليوم ويستمر حتى الثاني من الشهر المقبل "الملتقى المغاربي الخامس للتراث الشفوي" تحت عنوان "التراث، التاريخ أم التأريخ؟" في فضاءات متفرقة من مدينة القيروان التونسية، وفيه يحاول المشرفون إضاءة المناهج البحثية التي تقارب التراث اليوم في بلدان شمال أفريقيا، إضافة إلى مجموعة من العروض الفنية.
تنطلق فعاليات التظاهرة مساء اليوم بافتتاح معرض للحروفيات من أعمال كل من خالد وصفوان ميلاد، كما يجري تكريم الباحث الموسيقي التونسي منذر الديماسي الذي يتحدّث عن "التراث الشفوي من خلال موسيقات الأعمال التلفزيونية". وتختتم فعاليات اليوم الأول بعرض "أوبرات ثلاث نساء" حول تاريخ القيروان.
غداً، تنطلق صباحاً الجلسات البحثية، ومن بين المشاركين فيها خالد شعيب من مصر الذي يتحدثّ عن مشروع "أطلس المأثورات الشعبية"، وأنس غراب من تونس الذي يتناول "التراث الموسيقي بين المصادر التاريخية والمصادر الأنثروبولوجية".
في جلسة ثانية، يجري تقديم كتاب "التراث اللامادي في مراتع الهلاليين" الذي صدر مؤخراً للباحث التونسي الأزهر بالوافي، ويحاضر منذر الشفرة حول "تاريخية التراث الشفوي"، ويختتم اليوم بعرض من التراث الصوفي الجزائري.
ما يسجّل في دورة هذا العام هو أن بعض عروضها ستقدّم في السجون، أسوة بتجربة سابقة في الثقافة التونسية حين قدّمت "أيام قرطاج المسرحية" (دورتا 2015 و2016) عروضاً في السجون. لكن يظل السؤال، هل أن التركيز على البحوث الأكاديمية ومقارباتها المتنوّعة للتراث وتنويع فضاءات العروض يعني تجاوزاً للنظرة التقليدية إلى التراث أم أنه مجرّد نقلة شكلية؟