بوعلام عيساوي.. عشية سقطت قسنطينة

16 سبتمبر 2017
(موني بوعلام في دور الحناشية)
+ الخط -

يبحث المخرج الوثائقي الجزائري بوعلام عيساوي في قصص منسية من تاريخ الجزائر، ليقدّم حكاية موازية للتاريخ السياسي المهيمن، فمرّة يقدّم شريطاً وثائقياً عن "عالم الفن التشكيلي في الجزائر"، ومرة يعود إلى التاريخ العثماني للبلاد، وهو حقبة لا يُلتفت إليه سينمائياً بقدر ما يسلط الضوء على الاستعمار وتاريخ النضال الجزائري ضد الفرنسيين.

غداً الأحد، تنطلق العروض الأولى لفيلم عيساوي "الحناشية" في العاصمة الجزائرية، بحضور المخرج، حيث يبدأ تاريخ هذا العمل مع أواخر فترة أحمد باي آخر من حكم مدينة قسنطينة من العثمانيين، وقاوم وهزم الفرنسيين في معركة قسنطينة الأولى في 1836، قبل أن تسقط لاحقاً في يد الاستعمار الفرنسي في المعركة الثانية عام 1937.

الشخصية المحورية في الفيلم ليست أحمد باي، بل زوجته الشابة التي تنتمي إلى قبيلة "الحناشية"، والتي تشهد على حرب زوجها ضد دخول الفرنسيين إلى قسنطينة وحتى سقوطها، فتختار طريقة مختلفة للنضال وهي رواية التاريخ لأهالي المدينة، والإبقاء عليه حياً محفوظاً في ذاكرة الناس.

كأن المخرج يلفت إلى دور المرأة وأهمية الرواية الشفهية والحفاظ عليها في المقاومة وفي حفظ التاريخ، تماماً مثلما تفعل السينما والأفلام الوثائقية التي تعيد إلى الذاكرة شخصيات مثل الحناشية أو أحمد باي.

من جهة أخرى، يحاول عيساوي أن يعيد بناء الواقع الجزائري قبل الاستعمار بقليل، وقد جرى البدء في تصوير العمل في أيار/ مايو من العام الماضي، وتوزعت مواقع تصوير مشاهد الفيلم بين قسنطينة وسوق أهراس في أقصى الشرق وعين الدفلى غرب الجزائر، وكذلك في العاصمة. أما شخصيات العمل فأداها كل من موني بوعلام وحسان بن زراري فوزي صايشي.

المساهمون