يطرح بيان المؤتمر الدولي "الترجمة: عبر منظار الأخلاق أو السياسة" والذي ينعقد في الجزائر في 16 كانون الأول/ ديسمبر المقبل ويتواصل لثلاثة أيام، أسئلة جديدة حول علاقة الترجمة بالعولمة، والبعد الأخلاقي لـ مهمة المترجم في الشرط السياسي الراهن، والكيفية التي تتأثر بها الترجمة بالطفرات السياسية والثقافية والاقتصادية.
يلفت بيان المؤتمر، الذي ينظمه "المعهد العالي العربي للترجمة"، إلى الأثر الكبير الذي تركته العولمة على صناعة الترجمة إيجاباً وسلباً، كما فعلت في أي صناعة أخرى، ويشير إلى أن المترجمين اليوم يعملون على إعادة إنتاج السلع (خدمات، وصناعات إلكترونية وصيدلانية وتكنولوجية) أكثر مما يسخّرون الترجمة لتعزيز حرية تنقل الأفراد.
ويضيف "المترجمون يقدّمون خدماتهم للذين يدفعون ثمنها، بما يخالف أحياناً التزاماتهم الأخلاقية. ولكن، هل للمترجم أن يختار فعلاً ما بين ترجمة نصوص في مجال الصناعات الغذائية وأخرى في مجال رعاية الطفولة؟ بين ترجمة نصوص متعلقة بصناعة الطائرات وأخرى متصلة بالبيئة المتردية؟ بين ترجمة تصريحات شرطي يرحّل أجنبياً، وترجمة حديث لاجئ يبحث عن ملاذ؟".
هذه الأسئلة سبق وأن طرحها اللغوي ومنظّر الترجمة الفرنسي إيف غامبييه (1949)، وحاول من خلالها استكشاف العلاقة بين السلطة والنظام العالمي المعمّم وبين الترجمة. ومن أسئلة غامبييه هذه يستمد الملتقى محاوره التي ستناقش تحديات الترجمة والأثر المجتمعي التي تخضع إليه في وقتنا الراهن.
يرى المنظمون للملتقى أن "ممارسة الترجمة اليوم خاضعة في أغلب الأحيان لاستراتيجيات مغرضة تناور بين أعطاف السياسة، ما أفضى إلى تقويض طابعها الإنساني والمُؤنسن، على حساب التعايش الثقافي المتنوّع".
أما الثيمات التي يتبناها الملتقى فهي؛ "الترجمات المغلوطة للخطابات السياسية: من القصور الثقافي إلى التلاعب"، و"الأخطاء الثقافية في الترجمة الآلية أو الترجمة بمساعدة الحاسوب"، و"دور الترجمة في إطار ظاهرة الهجرة الراهنة"، و"الترجمة بين الأخلاقيات والآداب المهنية"، و"الترجمة العربية والتحديات المصطلحية"، و" السياسات العربية في مجال الترجمة".