"الطبيعة عند عباس كيارستمي".. صورة شخصية للشتاء

تحت عنوان "تصوير المناظر الطبيعية عند عباس كيارستمي" تنظم "المكتبة السينمائية" في تونس، جلسة تحليلية عند الثالثة من مساء الجمعة المقبل، 12 من الشهر الجاري، ضمن سلسلة جلسات تقام كل جمعة وتخصص للفوتوغرافيا.

ومن المعروف أن المخرج الإيراني عباس كيارستمي (1940-2016) قد أقام عدة معارض في عواصم مختلفة عرض فيها أعماله الفوتوغرافية التي اقتصرت على تصوير المناظر الطبيعية في فصل الشتاء فقط.

بدأ کیارستمي علاقته بالتصوير الفوتوغرافي مع الثورة الإيرانية عام 1979، عندما كان عمله كمخرج مجمداً بسبب الظروف السياسية، بل إنه كان عمل شبه محظور، ولم يجد لديه خيار آخر سوى شراء كاميرا والبدء في التقاط الصور، كما يقول في مقابلة أجريت معه حول تجربته في التصوير.

يقول كيارستمي إن الصور التي التقطها أول مرة كانت في فصل الشتاء، ومنذ ذلك الوقت يعود كل عام إلى موضوع فصل الشتاء والتقاط المزيد من الصور، لذلك نجد أن مجموعاته هي سلاسل تحمل عناوين "مطر" "ثلج" "غربان" "أشجار".

يركز كيارستمي على موضوع واحد دائماً، فإن كان ينوي تصوير المطر فهو لا يفكر في شيء آخر، ولا يصور أي شيء سوى ذلك الذي استحوذ على تفكيره، وعادة ما كان يخرج في الفجر بحثاً عن مواقع جاهزة للتصوير هيأتها له الطبيعة بالثلج والبرد والأشجار العارية.

كل صور كيارستمي بالأسود والأبيض، لقد اعتات على استخدام اللونين بعد تجربة من الصور الملونة أدرك بعدها أن اللون لا معنى له ولا دور في الشتاء.

كان كيارستمي يحب تصوير الثلج بالذات لأنها "يخفي الأشياء السيئة، ويبدو معه كل شيء واضحاً، وبعد أن يزول يكون قد ترك كل شيء نظيفاً خلفه".