بفضل قدرته على استيعاب جميع الفنون، فإن المسرح قد تقاطع في مناسبات عديدة مع الرواية يطوّعها لقدرته التنفيذية المرنة. هذا التعاون بين حقلين فنّيين بات يبرز أكثر فأكثر في العالم العربي، حيث جرى اقتباس أعمال كثيرة من روايات سواء كلاسيكية من القرن العشرين أو حديثة الإصدار.
في 2017، صدرت رواية "ماليخوليا.. العالم حيث تولد الشياطين" للكاتب الفلسطيني عماد الدين غانم عن "منشورات الرعاة"، وهذا الشهر بدأت في "مسرح الحمراء" في تونس العاصمة سلسلة عروضها في شكل مسرحية من إخراج هيثم الهاذلي، وضمن سلسلة العروض هذه تقدّم المسرحية مساء اليوم.
حول فكرة تحويل عمله من رواية إلى مسرحية، يقول المؤلف عماد الدين غانم في حديث إلى "العربي الجديد": "أعتقد أن الانتقال من الورق إلى المسرح يحتاج الكثير من الجرأة والمغامرة وهذا ما كُنت أبحث عنه منذ البداية، أردت أن أخلق صورة للرواية عوضاً عن علاقتها بالقارئ وحده". يضيف: "بدأت فكرة المسرحية منذ وصولي إلى تونس، تعرّفت على المخرج هيثم الهاذلي بالصدفة وكان قد قرأ روايتي "ماليخوليا" ثم بدأنا نشتغل سوياً على تحويل الرواية إلى عمل مسرحي".
من جانب آخر، يشير المؤلف إلى أن الانتقال من الرواية إلى المسرح تجربة ستتواصل في أعمال قادمة، حيث يكشف أن روايته الجديدة "ناديجدا" (منشورات "نحن") سيجري تحويلها هي الأخرى إلى عمل مسرحي، غالباً منتصف العام المقبل.
وحول عوالم مسرحية "ماليخوليا"، يقول غانم: "تنبني المسرحية مثل الرواية حول شخصية إيفان، تلك الشخصية التي تعيش صراعاً حاداً بين البساطة والانشغال الفلسفي، وتقف على حافة الجنون بشجاعة، فيما يخافه الآخرون".