أحمد فريد.. فوضى يسيطر عليها الجمال

بعنوان "الجمال الفوضوي"، يتواصل معرض الفنان المصري أحمد فريد الذي افتتح مؤخراً في غاليري "سفر خان" في القاهرة حتى 18 من الشهر الجاري، وهذا هو المعرض الثالث على التوالي الذي يُقام للفنان خلال السنتين الأخيرتين.

يعتبر فريد أن خلفياته الفنية مزيج من الثقافة البصرية الأميركية في فترة ما بعد الستينيات، والتي تأثر بها وبمدارسها وفنّانيها، مع جذوره التقليدية في التجربة الجماعية الاجتماعية -السياسية المصرية.

تبدو تجربة فريد الحالية أكثر تعقيداً من معرضيه السابقين، مغرقة في اشتباكات المدارس الفنية والمواضيع والرؤى والألوان. كما يبدو أن التشكيلي بات أكثر جرأة لونية، ما يتناسب والثيمة التي اختارها والمتعلقة بالفوضى وجمالياتها، وهذه الفوضى تتّضح في صخب اللوحات ذات الألوان الحارة، ومناظر المدينة الغامضة والصخب العارم لحياة المدن الحضرية.

يلمس المتلقّي في أعمال فريد حالة ديناميكية، ثمّة حركة ما واضحة رغم سكون اللوحة في مكانها، يساعد في ذلك التشعب في الخطوط واللعب على التناقضات فيها وفي ألوانها وطبقاتها ودرجاتها.

في خلفية كل لوحة ثمة مكان ما، يبدو شاحباً وتضيع صورته وصورة الأشكال والبنى البعيدة فيه، يقوى ويختفي تبعاً للألوان التي تشتد وتضعف أيضاً في بناء العمل الفني.

تظهر خبرة فريد في معالجة الكانفاس وفي التلاعب بالطلاء واشتقاق درجاته الخاصة، ويتعامل هذه المرة مع مساحات أكبر، حيث يضمّن أعماله المزيد من التفاصيل والصدام من الألوان والخطوط المتباينة.

ليس بعيداً أن تظهر المزاجية التي يتمتع بها المكان المزدحم والفنان في آن للمتلقي في بعض الأعمال، إذ تبدو وكأن الفنان اختار مساراً فيها ثم غيّره بالكامل وبشكل عنيف، كما تظهر المدينة وكأنها تهدم وتبني نفسها في أعماله بشكل عشوائي. "جمال فوضوي" يقدم نوعاً خاصاً من الفوضى التي يسيطر عليها الجمال والخفة.