يقف المغنى الجزائري عبد القادر شاعو عند السابعة من مساء اليوم على خشبة مسرح "مركز اليرموك"، التابع، لـ "دار الآثار الإسلامية" في الكويت.
شاعو (القصبة 1941) المغني الذي كرّس موسيقاه للنمط الشعبي في الغناء الجزائري، ليأخذه إلى أفق أوسع بتحديثه وجعله أكثر حيوية، ويقدّمه على مسارح عالمية.
بدأت تجربة شاعو مطلع السبعينيات، كان قد التحق بـ"المعهد الموسيقي العالي" في الجزائر عام 1967، وبعد عامين من ذلك أطلق أغنية "غزالي"، أتبعها بـ "شفتو قدامي" عام 1970، ثم "بجاه ربي يا جيراني" (1973)، وحققت الثلاث شعبية كبيرة بين الجزائريين داخل البلاد وفي المهجر الفرنسي آنذاك، لكن هذه الشعبية لم تكن كلها لصالحه، فوجد من اتهمه بتشويه الموسيقى التراثية والهبوط بالذائقة الفنية.
في الوقت الذي بدأ الهجوم على الشاب شاعو الحالم بتطوير الموروث الشعبي، انتبه موسيقيون جزائريون إلى ما يقوم به المغني الجديد، فدافع عنه وشجعه كل من الملحن محبوب باتي (1919-2000) وشاعر الأغاني والمسرحي محمد المحبوب إسطمبولي (1913-2000) وعازف البيانو ومؤدي الغناء الشعبي مصطفى سكندراني (1920-2005).
كانت علاقة شاعو بالغناء الشعبي ليست من باب أنه شاب يريد أن يتمرد على النمط، فقد تتلمذ على يد الحاج محمد العنقة (1907-1978)، الذي يعتبر رائد الأغنية الشعبية الجزائرية، وقد انتقل من الغناء إلى التلحين والذي غنى 350 أغنية ما زالت من الأغنيات التي يعود إليها أجيال الشباب من المغنين اليوم لتقديمها من جديد كتذكرة دخول إلى الذاكرة الموسيقية الجزائرية. ومن هذه المدرسة أتى شاعو وبعد أن درس أصول "الشعبي" بدأ يفكر بتحديثه من الداخل.
الليلة يغني شاعو مجموعة من أعماله من أشهرها "يا ضو لعياني"، و"أنا الكاوي"، و"دعني يا نديم"، و"القصبة أنا وليدها"، و"غلقوا الباب"، و"لحبيب غاب عني"، و"شهلة لعياني".