في استعادة للفكرة ذاتها، تأسّست تظاهرة "مسرح المئة كرسي" التي انطلقت فعاليات دورتها الثانية في مدينة القلعة الكبرى (جنوب العاصمة تونس) في التاسع من الشهر الجاري وتتواصل حتى يوم غدٍ الجمعة، بتنظيم من "مسرح كورتينا" بالتعاون مع "مركز تأهيل ذوي الإعاقة" في المدينة.
افتتحت العروض بمونودراما "سأموت في المنفى" من تأليف وإخراج وتمثيل الفنان الأردني الفلسطيني غنام غنام، الذي يعتمد أسلوب الممثل الحكواتي لتقديم قصة أحد اللاجئين الفلسطينيين بالتوازي مع أحداث ومحطات تاريخية مهمة، ومجمل التساؤلات التي لا زالت تحفر منذ النكبة وتنحت المصطلحات حول تشكل الهوية وجروحها في المنافي.
تكرّم التظاهرة المخرج المسرحي توفيق الجبالي (1944) الذي ابتدأ مشواره على الخشبة منذ الستينيات، حيث قدّم عشرات الأعمال كتابة وإخراجاً وتمثيلاً من بينها؛ "مذكرات ديناصور"، و"كلام الليل"، و"عشق آباد"، و"عطيل"، و"ضد مجهول"، و"المجنون"، و"هنا تونس"، و"أربع ساعات في شاتيلا"، و"لصوص بغداد".
تنظّم أيضاً ندوة علمية تحت عنوان "المسرح العلاجي"، يطرح خلالها أكاديميون ونقّاد عدّة مداخلات مثل "كيف للمسرح أن يطوّر قدرات أطفال التوحّد"؟" لـ زهير بن تردايت، و"العرائس ما بين المرح واللعب والعلاج" لـ مدّاح سيدي أحمد من الجزائر، و"مسرح للصم: دراسات في بنية لغة الإشارات" لـ عبد المنعم شويات، و"العلاج بالعروسة: الواقع والآفاق" لـ هدى اللّموشي، و"المسرح بين البعد التفسي والإدماج الاجتماعي" لـ عبد المجيد شاكير.
تشارك في التظاهرة أربعة عروض، هي: مونودراما "سمّها ما شئت" لـ وليد الدغسني الذي يتناول إحراق مدرسة للرقص وسط اضطرابات تعيشها البلاد، كما يعرض له عمل آخر بعنوان "وشياطين أخرى" والتي تدور أحداثها في بناية مهجورة يث يقيم طبيب تجاربه على فتاة غريبة الأطوار.
أما "مسرحية "اللبيب من الإشارة يفهم" لـ عبد المنعم شويات فهي عمل حكواتي تجريبي موّجه للصمّ، وتختتم العروض بـ"الأرامل" من تأليف وإخراج وفاء الطبوبي وتمثيل كل من نادرة التومي ونادرة ساسي وفاتن الشوايبي، وهي مقتبسة عن عمل للكاتب التشيلي أريل دورفمان مع إسقاطه على واقع المرأة في تونس في حكايات ثلاث نساء فقدت كل واحدة منهن رجلاً إما زوج أو ابن أو أب.