وُلدت الراحلة في قرية كوم حلين في محافطة الشرقية، وبدأت الغناء في الموالد والأفراح منذ الثانية عشرة من عمرها، حتى التقت بالفنان زكريا الحجاوي (1915 – 1975) الذي جمع بين توثيق الأشعار الشعبية ودراستها في عدّة مؤلّفات وبين الكتابة لعدد من مؤديها الذين اكتشفهم خلال تجواله بين مدن وأرياف مصر.
انتقلت شيحة إلى القاهرة، حيث تعيّنت في "مسرح المقطم" في القلعة، ثم شاركت في تأسيس "فرقة الفلاحين للغناء الشعبي" عام 1961، وقدّمت مع الحجاوي للتلفزيون عدّة أوبريتات مثل "خيال المآتة"، و"سعد اليتيم"، وأغانٍ وطنية منها "بلدنا يا حلوة"، التي تقول كلماتها "بسم الله الرحمن الرحيم/ وهنبتدي الليلة/ هنقول ياليل/ بلدنا يا حلوة يا أم الكل يا محمية/ إنتي ياعيني ما تبكي بعد اليوم ده بقينا في حرية/ كل ربابة وكل غابة تغني مكاسب ثورتنا/ ثورتنا/ عبد الناصر/ ياحلو يا أسمر غرامك في الفؤاد شبابيك...".
كان الاهتمام بالفنون الشعبية جزء من المنظومة الثقافية في المرحلة الناصرية، إذ أُنشئ لها قسم خاص لتدريب وتأهيل كوادر غنائية وموسيقية وتنظيم عروض دائمة، ولذلك ظلّت شيحة تنتظر تكريماً رسمياً لها لم يأت، وهي التي شكّل راتبها التقاعدي المتواضع (320 جنيهاً) مصدر دخلها الوحيد حتى رحيلها، بحسب آخر حوارتها الصحافية.
حقّقت الراحلة شهرة واسعة عبر أغانيها التي لا تزال محفوظة في الذاكرة المصرية، ومنها "ورق الفل دلعني"، و"يا حلو غيرت رأيك فينا"، و"أنا رايحة الحسين"، و"اتدلع يا حلو"، و"على بلد المحبوب"، وأقامت مع الفرقة العديد من الحفلات في العالم العربي وأوروبا والولايات المتحدة.
غابت عن الظهور لسنوات عدّة، قبل أن تعود في أواخر التسعينيات وتقدّم عدداً من الأغاني مع فرقة "شرقيات" بقيادة الموسيقي فتحي سلامة، مثل "رسّيني يا ساقية عذاب"، و"ياما دقت على الرأس طبول"، و"أنا شرقاوية" وغيرها.