نشأ "الديكولاج" في فرنسا منذ خمسينيات القرن الماضي الذي يقوم على التقطيع والإزالة باعتباره فناً معاكساً للكولاج الذي يعتمد على تقنية اللصق، واستندت فكرته الأساسية إلى نزع أجزاء من عدد من الملصقات التي وضعت فوق بعضها بعضاً.
أطلق فرانسوا دوفرين وياكيز فليغيل ويميو روتيلا وريموند هينز مجموعة قدّمت العديد من الأعمال في مجال الديكولاج اتخذت اسم الواقعية الجديدة، التي اعتبرت تياراً موازياً للبوب آرت في الولايات المتحدة، وسعت إلى إلى إدخال القصيدة وفن التصوير الفوتوغرافي واللوحة في أعمالهم.
على المنوال نفسه، تقدّم الفنانة الفرنسية، المقيمة في برلين، أوليفيا ديسكامب "لحظة مسروقة" تحت عنوان "لحظة مسروقة"، والذي يفتتح عند السادسة من مساء الأحد المقبل في "دار الأندى" في عمّان، ويتواصل حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري.
لا تلجأ الفنانة في معرضها إلى إدخال الصور الرقمية في أعمالها، حيث تميل إلى استخدام العناصر التقليدية من خلال الصور المطبوعة أساساً على الورق، حيث تقوم بالعبث بها وتدميرها لتمنح الصورة إحساساً بالقِدم، وتفاعلاً خاصاً بين الملمس والخطوط والألوان.
تنظر ديسكامب إلى تجربتها بكونها "تفكيك وإعادة تفسير للعلاقات بين شريط الصور الذي يتم إزالة بعض أجزائه، وكأن كل قطعة منها لها شخصيتها الخاص وعلاقتها المختلفة مع القطع المجاورة حتى لو كانت مأخوذة من الصفحة ذاتها".
تضيف "إذا كان الكولاج وسيطاً يربط الماضي مع الحاضر، فإن الديكولاج هو وسيط يربط الحاضر بالماضي ويعكس الجالة بعفوية كاملة، وكأنها يعيد مشهداً في الراهن بأزمنته السالفة".
في العمل المعنون بـ"أنا أراك"، يظهر عدّة أشخاص من ملصقات مختلفة كأن كلّ منها يشاهد الآخر متلصّصاً أو متأملاً أو مبتسماً له، وفي "فوضى" تحضر مشاهد متداخلة ومتنوّعة كأنها محملة فوق سيارة تمضي في طريقها، وفي "تواصل مفقود" تبرز أشرطة صور على شكل خطوط متوازية تتشابه في كثير من الألوان والأجزاء لكن لا رابط يربط بينها.