قبل أيّام، أُعلن في تونس عن تأسيس تظاهرة مسرحية باسم "مهرجان البحر الأبيض المتوسّط للمسرح"، يُنتظر أن تنطلق فعاليات دورتها الأولى في 25 من آب/ أغسطس الجاري، وتتواصل حتّى آخر أيامه.
يُنظَّم المهرجان بالتعاون بين "المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية" في المهدية، و"المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية" في القيروان، والمندوبيّتان الجهويّتان للشؤون الثقافية في سوسة والمنستير.
تُشارك في الدورة تسعة بلدان متوسّطية بثلاثة عشر عرضاً؛ هي: "إتنا" من إيطاليا، و"تفل قهوة" من لبنان، و"دراما الشحاذّين" من مصر، و"سأموت في المنفى" من فلسطين، و"كاركونزولي 99" من صربيا، و"فراشة" من فرنسا، و"بريكولا" من المغرب، و"صور في الذاكرة" من ليبيا، و"بدون عنوان" من الجزائر، و"أحيانا" و"الساحرة" و"الأرامل" من تونس.
تُفتَتح الدورة بمسرحية "جْويف" التي تتناول تجذّر الطائفة اليهودية في المجتمع التونسي، وخصوصاً في الحركة الفنّية والثقافية. وكان مخرجها، حمّادي الوهايبي، قال في تصريحاتٍ إعلامية مؤخّراً، إن العمل تعرّض إلى الرقابة خلال الدورة الثانية والسبعين من "مهرجان أفينيون المسرحي" في فرنسا، والتي نُظّمت في تمّوز/ يوليو الماضي.
إلى جانب العروض، تُنَظّم ندوة فكرية بعنوان "المسرح في بلدان المتوسّط" بمشاركة كلّ من: محمود الماجري من تونس، وهشام زين الدين من لبنان، وعبير فوزي وزكي عبد العزيز من مصر، وسعيد بوعبد الله من الجزائر، ومارينا ديمتريفيتش من صربيا. كما تُقام ورشتا تدريب في فنّ الممثّل بإشراف معز القديري، والإنارة بإشراف سليم الصنهاجي.
ما يلفت في المهرجان الجديد، هو مخالفته اعتقاداً سائداً مفاده أن الصيف لا يُناسب مهرجانات الفنّ الرابع التي عادةً ما يُفضّل منظّموها برمجتها في الربيع أو الخريف، بينما تطغى المهرجانات الموسيقيّة على الفترة الصيفية.
فضلاً عن ذلك، لن يكتفي المهرجان بخشبةٍ واحدة؛ إذ ستتوزّع العروض بين أربع مدن هي المهدية والقيروان وسوسة والمنستير. وكلّها مدنٌ ساحلية، باستثناء القيروان.
خلال مؤتمرٍ صحافي للإعلان عن برنامج التظاهرة وأهدافها، قال المنظّمون إن المهرجان الجديد "يُذكّر بأن المسرح وُلد في حضارات البحر الأبيض المتوسّط".
لكن، كان لا بدّ من التساؤل عمّا يبدو بمثابة خللٍ في احتضان القيروان تظاهرةً ذات بُعد متوسّطي، وهو السؤال الذي أجاب عنه مدير "المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية" في المدينة، حمّادي الوهايبي، معتبراً أن المسألة "تتجاوز وجود حدودٍ بحرية على المتوسّط، بما أن كلّ المدن تنتمي إلى فضاءٍ واحد"، مضيفاً أن المهرجان مفتوحً لجميع المدن التونسية التي ترغب في الانضمام إليه.