بين أهله وأحبّته في مدينة المفرق الأردنية، رحل اليوم زميلنا الشاعر والروائي أمجد ناصر (1955 - 2019) بعد حياة شعرية وأدبية حافلة، وصراع مع المرض في السنة الأخيرة، واجهه بشجاعة فائقة متمسكاً بالكتابة إلى آخر لحظة ممكنة.
إلى جانب إنتاجه اللافت، في الشعر والرواية وأدب الرحلة، ساهم أمجد ناصر في إطلاق موقع وصحيفة "العربي الجديد" عام 2014، وتولى لغاية رحيله رئاسة تحرير موقع "ضفة ثالثة" الصادر عن الصحيفة، وظلّ أحد كتّاب الصحيفة حتى في أصعب لحظات مرضه. وكان قبلها قد أدار القسم الثقافي في صحيفة "القدس العربي" اللندنية لعقدين كما شغل موقع مدير تحريرها.
حاز أمجد ناصر تكريمات عديدة في العام الجاري، منها "جائزة محمود درويش للإبداع" في آذار/ مارس الماضي، و"وسام الثقافة والعلوم والفنون" الفلسطيني في حزيران/ يونيو الماضي، ثمّ منحته عمّان "جائزة الدولة التقديرية" للآداب في أيلول/ سبتمبر، قبل أن تختاره شخصية العام في معرضها الدولي للكتاب. إلى جانب ملفات احتفائية حول تجربته الشعرية والأدبية شارك فيها عشرات الكتّاب العرب، سواء في "العربي الجديد" أو منابر إعلامية أخرى.
لكن حضور الشاعر في العام الأخير لم يتوقّف عند التكريمات؛ بل كان حاضراً من خلال الشعر إذ كتب وأصدر قصيدة طويلة في كتاب بعنوان "مملكة آدم" (منشورات المتوسّط) اعتبرها النقاد والمتابعون ذروة عطائه الشعري.
برحيل أمجد ناصر، يفقد الشعر العربي أحد وجوهه البارزة وتفقد الثقافة العربية صوتاً طالما انحاز للإنسان والحرية والديمقراطية في العالم العربي، منذ انتمى في شبابه إلى النضال الفلسطيني انتماءً رافقه طوال حياته، وصولاً إلى وقوفه في صف الشعوب العربية في انتفاضاتها ضد الاستبداد.