انعكست علاقة الفنانة التشكيلية المصرية زينب السجيني (1930)، بحياتها في أحياء القاهرة الشعبية العريقة مثل حي الحسين والجمّالية والأزهر والنحاسين، فكرّست لوحاتها إلى حياة المرأة المصرية اليومية وأعمال الأمومة وتناقضاتها إلى جانب الطفولة والأنوثة.
"غاليري الزمالك للفنون" يستعيد مراحل تجربة السجيني، حالياً ويتواصل حتى الخامس من كانون الثاني/ يناير، حيث لوحات بأحجام مختلفة يظهر فيها تأثّرها بخبراتها في دراسة الفن المصري القديم وتصميماته الجدارية.
يضمّ المعرض مجموعة من اللوحات الكبيرة، والرسومات المبكرة، وتخطيطات بالقلم الرصاص والقلم الباستيل، تظهر الموهبة البسيطة بخطوطها المختصرة، والمعقدة بسبب قدرة السجيني على إيصال انطباعاتها ومشاعرها.
في أعمالها، تظهر مجموعات من النساء متشابهات الشكل ولكن في أعمار مختلفة، وتظهر أيضاً تفاصيل البيوت بنوافذها وشرفاتها، وحيث النساء يمارسن حياتهن العادية بتلقائية، وبألوان صريحة.
تكترث السجيني بالتفاصيل الدقيقة، يمكننا أن نلمح في لوحاتها نقوش الأخشاب والأغراض الموضوعة على الطاولة، وتصنع الأجواء الحميمية ومن منطلق الواقعية الرمزية، وكلّ هذه التفاصيل باتت علامتها الخاصة.
بأسلوبها الفريد من نوعه تكشف عناصر الطبيعة البشرية، وتمثّل الأم والطفل، كما أنها تعبّر عن الوحدة والطبيعة، فنجد النيل والجبال والشاطئ.
تصف السجيني عملها بأنه "مزيج من الطبيعة الروحية يستمدّ مصدره من الأيقونات القبطية التي تعبّر عن العشق والتقديس، إلى جانب عجائب التفاصيل في المنمنمات الإسلامية".
بعض أعمالها تناولت قضايا عربية مثل لوحة "مأساة القدس" التي حصلت عنها على "جائزة صالون القاهرة" عام 1968.