في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2014، أطلقت مشروع "مكتبة قطر الرقمية" بهدف إنتاج معرفة أكثر دقة عن تاريخ العالم الإسلامي وعن التراث الثقافي العربي والتاريخ الحديث للخليج، كجزء من مذكرة تفاهم على شراكة لمدة عشر سنوات بين مؤسسة قطر ومكتبة قطر الوطنية والمكتبة البريطانية.
تحتوي المكتبة على ملايين الصفحات، منها ومخطوطات العلوم العربية الإسلامية في مجال الطب والهندسة والفلك وغيرها، والتي يجري العمل على رقمنتها تباعاً لتصبح متاحة للمطالعة والمشاركة والفهرسة والتنزيل والطباعة لأي مستخدم على مستوى العالم.
أعلن منذ أيام عن إنجاز المرحلة الثانية من مشروع رقمنة المخطوطات العربية، لتشتمل القائمة المتاحة حالياً للزوار على موقع مكتبة قطر الرقمية ثمانين مخطوطة عربية تمثّل النصوص المكتوبة من القرن التاسع إلى القرن الثامن عشر، وتعرض الجهود العلمية للشعوب الإسلامية من الأندلس وعبر شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية ومصر والشام والأناضول وإيران وآسيا الوسطى والهند.
وجرى توسيع نطاق مخطوطات الأدب العلمي العربي ليشمل موضوعات ذات صلة، مثل علم الحيوان والطب البيطري وتربية الحيوانات وغيرها من الموضوعات التي تمّ رقمنة مخطوطاتها ونشرها وإتاحتها للبحث الإلكتروني على موقع المكتبة الرقمية.
وكانت المرحلة الأولى قد انتهت عام 2014 بتوثيق حوالي نصف مليون وثيقة من محتويات المكتبة كاملة، مرتبطة بتاريخ دولة قطر الحديث ومنطقة الخليج والعلوم العربية والإسلامية، وأصبحت متداولة إلكترونياً منذ ذلك الوقت.
في المرحلة الثالثة من المشروع، تتواصل رقمنة كلاسيكيات الأدب العلمي العربي، مثل كتاب "القانون في الطب" لابن سينا، ومقالة في صورة الكسوف لابن الهيثم، النسخ المبكرة من رسائل إخوان الصفا، ودليل كبير ومبكر لتفسير الأحلام وغيرها، وتظهر في نهياتها مجموعة جديدة من المخطوطات العلمية العربية البالغ عددها مئة وخمس وعشرين مخطوطة يجري ترقيمها وإتاحتها على موقع المكتبة.
وتعمل المكتبة على وضع أرشيف واسع يضم التراث الثقافي والتاريخي لمنطقة الخليج والمنطقة المحيطة، ليكون متاحاً بدون قيود على الإنترنت للمرة الأولى، إذ تضمّ محفوظات وخرائط ومخطوطات وتسجيلات صوتية وصور مرفقة بالمقالات والملاحظات التفسيرية والروابط ذات العلاقة باللغتين الإنكليزية والعربية.
من بين المخطوطات التي يعرضها موقع المكتبة الرقمية: "شرح فصول أبقراط" لـ ابن أبي صادق النيسابوري، و"القانون في الطب" لـ ابن سينا، و"جامع لمفردات الأدوية والأغذية" لـ ابن البيطار، و"العمدة في صناعة الجراحة" لابن القف، و"آثار البلاد وأخبار العباد" لـ القزويني، و"كتاب الخواص الكبير" لـ جابر بن حيان.