في مغايرة للسائد، تنطلق مساء السبت المقبل، الرابع والعشرين من الشهر الجاري، فعاليات الدورة الثانية من "مهرجان البحر الأبيض المتوسط للمسرح" الذي يتواصل حتى الحادي والثلاثين منه، في أربع مدن تونسية هي المهدية والقيروان وسوسة والمنستير، بتنظيم من "المركز الوطني التونسي للفنون الدرامية والركحية بالقيروان".
تهدف التظاهرة إلى "تعزيز تبادل التجارب والخبرات بين البلدان المتوسطية في مجال المسرح وفنون الفرجة، وإضفاء ديناميكية جديدة في مجال الإنتاج" بحسب البيان الصحافي، وقد لفت المنظّمون إلى "كسر للعلاقة العمودية بين سلطة إشراف تقرّر ومؤسسات ثقافية تنفّذ".
تُفتتح الدورة الحالية بكرنفال يجوب شوارع المهدية (200 كلم جنوبي تونس العاصمة) بمشاركة فرق تؤدّي مسرح الشارع وفقرات موسيقية منوّعة، كما يتضمّن البرنامج عروضاً مسرحية دولية متوسطية وندوة فكرية دولية وورش تكوينية، والعروض الموجّهة للأطفال".
تشارك في المهرجان مسرحية "شكون بسمع شكون" (من يستمع لمن؟) من إخراج حبيب مجاهري وإنتاج جمعية روافد للفن والمسرح من مدينة بشار الجزائرية، وتتكئ على نص كتبه عبد القادر عروش سنة 1992 حول ظاهرة الفساد، ومختلف التجاوزات الناجمة عن غياب التواصل، من خلال قصة فلاحة اتهمت بترك عنزتها ترعى في أراضي السلطان لتجد نفسها مجبرة على طلب عفو من أعيان المملكة.
كما تًعرض مسرحية "خمسون دقيقة" للمخرجة اللبنانية رنين كسرواني التي تقدّم عملاً مونودراميا تؤديه الممثلة سالي فواز يحاكي قصّة فتاة مسجونة بإرادتها وترفض الخروج من مقرّها، وهي حالة كثير من الشخصيات التي تعيش بيننا في المجتمع، حيث مخاوف المرأة من محيطها القريب والأكبر، وثمة خوف من كلام الآخرين، من ارتكاب أي خطأ، خوف من الرجل، من التعرض إلى العنف، من التأخر في الزواج، وخوف من الزواج نفسه، ومن الأمومة والشيخوخة ومن الوحدة والقائمة تطول.
وتشارك أيضاً مسرحية "الثنائي المرح" عن نص الكاتب الأميركي نيل سايمون، وأعدها للمسرح وأخرجها غسان عباس من إنتاج فرقة "مسرح المجد" في فلسطين، ومسرحية "جويف" لللمخرج التونسي حمادي الوهايبي.