تحت عنوان "سِفر أيوب ومآلات الانتفاضات العربية الأخيرة"، يُنظّم "ملتقى التاريخ والذاكرة الثقافية"" ندوةً يشارك فيها الباحثان إسماعيل فايد وفؤاد حلبوني، عند السابعة من مساء السبت المقبل في "مركز الصورة المعاصرة" بالقاهرة.
يحتلّ "سِفر أيوب" مكانة هامّة في تاريخ التراث الإبراهيمي كنص يقترب من سؤال المعاناة الإنسانية ومحاولات تفسيرها فى إطار فقهي وفلسفي أشمل معني بالعدل والحكمة الإلهيين، كما جاء في تقديم الندوة الذي يذكر أيضاً أنه و"بالتوازي مع التراث الإبراهيمي، فإنَّ المخيال الشعبي العربي دائماً ما يمثّل النبي أيوب كتجلٍّ لقيمة الصبر اللامحدود فى مواجهة المحن والابتلاءات التي يصعب تفسيرها في حدود الفهم الإنساني".
وفقاً للمحاضرين، فإن "السِّفر يفتح سجالاً تاريخياً مستمرّاً على محاولة البحث عن معنى المعاناة الإنسانية ومغزاها في حوار بين أيوب ومحاوريه، ويظل الجدل حول أسئلة السِّفر قائماً لأجيال من المفسّرين واللاهوتيين والفقهاء".
في الندوة، يُقدّم حلبوني وفايد قراءة معاصرة لسفر أيوب في ضوء الانتفاضات العربية الأخيرة ومآلاتها كنوع من الإخلاص لتقاليد قراءة السِّفر ومحاولة لإعادة صياغة أسئلة جديدة "في لحظة تتّسم بكثير من خصائص المحنة والابتلاء".
تسائل الندوة فكرة العدل في الدنيا ومدى استحقاق الإنسان لها، كما تكشف عن صيغ التعايش مع المحنة والابتلاء لتكسر مركزية سؤال العدل كـ"سر" يتعدّى حدود الفهم الإنساني؟
يركّز الباحثان على العديد من القضايا التي تتعلّق بمسألة المعاناة الإنسانية وضرورتها، كما يطرحان تصوّراتهما عن التجلّيات العصرية لمثل تلك المعضلة؛ أي مغزى وجود الشر في إطار المفهوم التقليدي لتبعات الفعل الإنساني في العالم (الثواب/ النعمة أو العقاب/ الابتلاء).
يناقش فايد وحلبوني أيضاً مدى غيرية مفهوم "الابتلاء" فى التراث الإسلامي ومدى اختلاف تصوّره عن أنطولوجية الفعل الإنساني وإسهامه فى وجود أو اجتناب الشر، وإن كان بالإمكان تفسير أحداث ومآلات الثورات العربية الأخيرة من خلال مفهوم "الثيودوسيا" أم أنّ هناك احتمالية في تجاوز جدل التنوير وإيجاد منطق أخلاقي مغاير.