أدّى انتشار فيروس كورونا إلى تأجيل معظم التظاهرات الثقافية في تونس منذ آذار/ مارس الماضي، والاكتفاء بإقامة عددٍ منها افتراضياً، ضمن الإجراءات المتّخذة للحدّ من تفشّي الوباء.
شملت قرارات التأجيل والإلغاء فعالياتٍ كانت مقرّرة في الفترة الماضية التي شهدت فيها تونس حظراً صحّياً. ورغم رفع الحجر الصحّي في كامل أنحاء البلاد منذ الأحد الماضي، فإنَّ مصيراً مشابهاً لقيته فعالياتٌ أُخرى تُقام ابتداءً من حزيران/ يونيو الجاري، بسبب تبعات الوباء على المجالَين الاقتصادي والثقافي.
في هذا السياق، أعلن المندوب الجهوي للشؤون الثقافية في المهدية، عبد الحفيظ بن حسن، أمس الإثنين، عن إلغاء الدورة الخامسة والثلاثين من "المهرجان الدولي للموسيقى السمفونية" في الجم، رابطاً ذلك بالأزمة الصحية ومخلّفاتها على المشهدَين الثقافي والاقتصادي في البلاد، إضافةً إلى عدم إمكانية مشاركة الفرق الأجنبية المبرمجة في التظاهرة في الوقت الحالي.
سببٌ آخر أورده بن حسن، في معرض حديثه عن أسباب التأجيل، تتمثّل في عدم قدرة "المسرح الروماني" في المدينة على استيعاب الجمهور، بسبب استئناف أشغال ترميمه التي انطلقت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
من جهة أُخرى، أشار بن حسن إلى إمكانية تنظيم "مهرجان ليالي المهدية الدولي" في دورته الخامسة والأربعين، ضمن الإجراءات الصحّية التي وضعتها وزارة الثقافة للحماية من فيروس كوفيد-19، مضيفاً أنّ لجنةً جهوية تضمّ ممثّلين من عدّة قطاعات ستتولّى دراسة طلباتٍ تقدّمت بها جمعيات وهيئاتٌ لتنظيم تظاهراتٍ ومهرجانات خلال فصل الصيف.
ويُضاف المهرجان إلى قائمة مهرجاناتٍ موسيقية أُخرى أُعلن عن إلغاء دوراتها المقرّرة هذا العام وإقامتها في 2021؛ أبرزها "مهرجان قرطاج الدولي" في دورته السادسة والخمسين، و"مهرجان الحمّامات الدولي" في دورته السادسة والخمسين أيضاً، واللتين كان مقرَّراً إقامتهما في تمّوز/ يوليو وآب/ أغسطس المقبلين.
في مقابل هذا الإلغاء، أعلن منظّمو "مهرجان سوسة الدولي" عن تنظيم دورته الثانية والستّين في موعدها المقرَّر في آب/ أغسطس المقبل، لكن دون مشاركة فنّانين وفرقٍ من خارج البلاد؛ حيث ستقتصر العروض المقدّمة على 15 عرضاً من تونس "تماشياً مع الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد نتيجة تفشّي فيروس كورونا المستجد ومراعاةً للوضع الاقتصادي الراهن".
وكانت وزارة الثقافة التونسية أعلنت عن استئناف النشاطات في الفضاءات الثقافية المغلقة ابتداءً من منتصف الشهر الجاري، شريطة ألّا يتجاوز الحاضرون فيها ثلاثين شخصاً، بينما حدّدت منتصف تموز/ يوليو المقبل موعداً لعودة التظاهرات التي تُقام في فضاءات مفتوحة على ألّا يتجاوز الحاضرون فيها ألف شخص.